أثر أعمال القلوب على الداعية والدعوة

إبراهيم بن حسن الحضريتي ت. غير معلوم
95

أثر أعمال القلوب على الداعية والدعوة

تصانيف

عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ، وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [المطفِّفين: ١٤]» (^١). فإذا غطت الذنوب القلب عمي عن رؤية الحق وانطمست بصيرته، كما قال تعالى: ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ [الحج: ٤٦]. ١٢ - يعاقب الله المتكبر الجبار بالطبع على قلبه عقوبة له، كما قال تعالى: ﴿كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ﴾ [غافر: ٣٥]. ١٣ - بشر الله ﷾ عباده الصالحين بأنه يعاقب الكافرين بإلقاء الرعب في قلوبهم، فيصيبهم الخوف من المؤمنين الصادقين والهزيمة، وذلك من أثر الشرك والكفر على قلوبهم (^٢)، فقال تعالى: ﴿سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا﴾ [آل عمران: ١٥١]. وغير ذلك من الآيات الكثيرة في بيان أثر عمل القلب وتأثره.

(^١) أخرجه أحمد (١٣/ ٣٣٣) ح (٧٩٥٢)، والترمذي واللفظ له، في أبواب تفسير القرآن، باب ومن سورة ﴿وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ﴾ [المطففين: ١] (٥/ ٤٣٤) ح (٣٣٣٤) وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح"، وابن ماجه في سننه في كتاب الزهد، باب ذكر الذنوب (٢/ ١٤١٨) ح (٤٢٤٤)، وابن حبان في صحيحه في باب الأدعية، ذكر الإخبار عما يجب على المرء من تعقيب الاستغفار كل عثرة (٣/ ٢١٠) ح (٩٣٠)، الحاكم في مستدركه، ت: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية بيروت، ط ١، ١٤١١ هـ، في كتاب التفسير، تفسير سورة المطففين (٢/ ٥٦٢) ح (٣٩٠٨) وصححه ووافقه الذهبي، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (٢/ ٢٧١) ح (١٦٢٠)، وقال شعيب الأرناؤوط في تحقيق المسند (١٣/ ٣٣٤) ح (٧٩٥٢): "إسناده قوي". (^٢) ينظر: تفسير ابن كثير (٢/ ١٣٢).

1 / 95