ويطلق أيضًا على ما خلَّفه السابقون، وعلى لمعان السيف، ومن معانيه: سنن النبي ﷺ (^١).
وعُرِّف الأثر في الاصطلاح بعدة تعريفات (^٢)، ويعود هذا إلى أن أصحاب كل فن (^٣) يعرفونه على حسب ما يخدم فنَّهم، ولعل أقربها إلى مقصود الدراسة ما ذكره صاحب التعريفات (^٤) ضمن تعريفه للأثر، بقوله: "بمعنى: النتيجة، وهو الحاصل من الشيء" (^٥).
فيكون المعنى على هذا: ما يحصل من أعمال القلوب من أثر على الداعية ودعوته.
_________
(^١) ينظر في هذه المعاني: الصحاح (٢/ ٥٧٦) للجوهري، ت: أحمد عطار، دار العلم للملايين، بيروت، ط ٤، ١٤٠٧ هـ، المفردات (٦٢) للراغب الأصفهاني، ت: صفوان الداودي، دار القلم، دمشق، بيروت، ط ١، ١٤١٢ هـ، لسان العرب (٤/ ٥، ٦) لابن منظور، دار صادر، بيروت، ط ٣، ١٤١٣ هـ، المعجم الوسيط (١/ ٥) مجمع اللغة العربية بالقاهرة لإبراهيم مصطفى وآخرين، دار الدعوة، مادة (أثر).
(^٢) ومنها: يطلق الأثر في مصطلح فقهاء خرسان على ما يروى عن الصحابي، وعند أهل مصطلح الحديث يطلق على الموقوف الذي رواه الصحابي من قوله أو فعله، وعند ابن حجر يطلق أيضًا على المقطوع، ويطلق عند الفقهاء والأصوليين على بقية الشيء، فيقال: أثر النجاسة.
ينظر: نزهة النظر (١١٤) لابن حجر العسقلاني، ت: عتر، مطبعة الصباح، دمشق، ط ٣، ١٤٢٣ هـ، تدريب الراوي (١/ ٢٠٣) للسيوطي، ت: أبي قتيبة الفاريابي، دار طيبة، الموسوعة الفقهية الكويتية (١٩/ ١٤) صادر عن وزارة الأوقاف الكويتية، ط ١٤٠٤ - ١٤٢٧ هـ.
(^٣) ويقصد بالفن واحد الفنون وهي الأنواع. ينظر: الصحاح (٦/ ٢١٧٧) مادة (فنن).
والمقصود أنه يختلف التعريف لكلمة الأثر في الاصطلاح بحسب نوع كل علم.
(^٤) علي بن محمد بن علي، المعروف بالسيد الشريف الجرجاني الحنفي، توفي ﵀ سنة (٨١٦ هـ) بشيراز، وله الكثير من المصنفات منها: التعريفات، وهو كتاب مختصر جمع فيه تعريفات الفنون.
ينظر: كشف الظنون (١/ ٤٢٢) لحاجي خليفة، مكتبة المثنى، بغداد، ط ١٩٤١ م، الأعلام (٥/ ٧) للزركلي، دار العلم للملايين، ط ١٥، ٢٠٠٢ م.
(^٥) التعريفات (٩) للجرجاني، ت: ضبطه وصححه جماعة من العلماء بإشراف الناشر، دار الكتب العلمية بيروت، ط ١، ١٤٠٣ هـ.
1 / 26