أثر الاختلاف في القواعد الأصولية في اختلاف الفقهاء

محمد حسن عبد الغفار ت. غير معلوم
104

أثر الاختلاف في القواعد الأصولية في اختلاف الفقهاء

تصانيف

قضاء الصوم ومما يتفرع عليها: قضاء صوم رمضان: هل هو على الفور أم على التراخي؟ أما الحنابلة فيرون بأن قضاء صوم رمضان على الفورية، ولا يجوز تأخيره، واستدلوا بنفس التأصيل العلمي، قال الله تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ [البقرة:١٨٤]. قال: «فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ» وهو خبر يراد به الإنشاء، كأن الله يقول: فعليكم أن تصوموا أيامًا أخرى مكان هذه الأيام التي أفطرتم فيها، فكأن الله أمرهم بالصيام، فقالوا: هذا أمر، وظاهر الأمر الوجوب، وأيضًا الأمر يقتضي الفورية عند الحنابلة فقالوا: لا بد أن يصوم، والفورية تعني أن له أن يصوم إلى رمضان القادم، وإن لم يصم حتى أتى رمضان آخر فعليه أن يصوم هذه الأيام وعليه كفارة تأخير، وهو آثم بسبب التأخير، والكفارة هي أن يطعم عن كل يوم مسكينًا، ولكن هذه الكفارة لم أر عليها دليلًا؛ ولذلك لا يؤخذ بها، وهو يأثم عندهم لأنه لم يأت بالفورية. أما جمهور الأحناف فيرون أنه على التراخي، وله ألا يعجل ويسارع في قضاء الصوم. أما الشافعية والمالكية فقد وافقوا الحنابلة، وأيضًا قولهم ليس مبنيًا على التأصيل العلمي في أن الأمر يقتضي الفور.

8 / 5