التحفة الندية شرح العقيدة الواسطية
الناشر
مركز النخب العلمية-القصيم
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م.
مكان النشر
بريدة
تصانيف
وعددهم كثير، كما في حديث أبي ذر ﵁ قال: قال رسول اللهِ ﷺ: «أَطَّتِ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ؛ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لله» (^١).
وهذا الحديث ضعيف؛ لأنه من رواية إبراهيمَ بنِ المهاجر؛ وقد ليَّنه ابن حجر، والحديث له شواهد لكن لا تخلو كلُّها من ضعف، فالأقرب عدم صحة الحديث، وقد جاءت نصوص أخرى تدل على كثرتهم كما في حديث الإسراء والمعراج في «الصحيحين»: «فَرُفِعَ لِي الْبَيْتُ المَعْمُورُ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ فَقَالَ: هَذَا الْبَيْتُ المَعْمُورُ؛ يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ» (^٢)، هذا الحديث يدل على عظمة مَن خلقهم، وقدرته ﷾، ونستفيد منه كثرة الملائكة؛ إذ إن عدد من يصلي في البيت المعمور كل يوم سبعون ألف ملك لا يرجعون إليه أخرى.
سابعًا: خزنة الجنة والنار:
جاء في القرآن تسمية خازن جهنم بـ «مالك»، قال تعالى: ﴿وَنَادَوْا يَامَالِكُ
_________
(^١) أخرجه الترمذي (٤/ ١٣٤) رقم (٢٣١٢)، وابن ماجه (٢/ ١٤٠٢) رقم (٤١٩٠)، وقال الترمذي: «حديثٌ حسنٌ غريب».
(^٢) صحيح البخاري (٤/ ١٠٩) رقم (٣٢٠٧)، وصحيح مسلم (١/ ١٤٩) رقم (١٦٤) من حديث مالك بن صعصعة ﵁.
1 / 46