التحفة الندية شرح العقيدة الواسطية
الناشر
مركز النخب العلمية-القصيم
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م.
مكان النشر
بريدة
تصانيف
وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ إِقْرَارًا بِهِ وَتَوْحِيدًا،
الشرح وفي هذا دلالة قاطعة على صدق النبي ﷺ؛ إذ لو كان مفتريًا على ربه لما كان له هذا النصر، قال تعالى: ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (٤٤) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (٤٥) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (٤٦) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ﴾ [الحاقة: (٤٤) - (٤٧)]. قوله: «وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلا اللهُ» هذه كلمة الإخلاص، وكلمة الإخلاص لها ركنان: النفي والإثبات. «لا إله»: نفي؛ أي: نفي جميع ما يعبد من دون الله. «إِلا اللهُ»: إثبات أي: إثبات العبادة لله وحده لا شريك له. وهذه الشهادة لها عدة شروط: ١) العلم المنافي للجهل: أي العلم بمعنى هذه الشهادة، والعلم هنا لا بد فيه من إقرار القلب ومعرفته بما طُلِبَ منه علمه، قال تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾ [محمد: (١٩)]، ومن السنة قوله ﷺ: «مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللهُ دَخَلَ الجنَّةَ» (^١). ٢) اليقين المنافي للشك: أي: استيقان القلب بهذه الكلمة، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ [الحُجُرات:١٥]، وقد جاء في الصحيح من حديث أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: «فَمَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الحائِطِ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ فَبَشِّرْهُ بِالجنَّةِ» (^٢). _________ (^١) أخرجه مسلم (١/ ٥٥) رقم (٢٦) من حديث عثمان بن عفان؟. (^٢) أخرجه مسلم (١/ ٦٠) رقم (٣١).
الشرح وفي هذا دلالة قاطعة على صدق النبي ﷺ؛ إذ لو كان مفتريًا على ربه لما كان له هذا النصر، قال تعالى: ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (٤٤) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (٤٥) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (٤٦) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ﴾ [الحاقة: (٤٤) - (٤٧)]. قوله: «وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلا اللهُ» هذه كلمة الإخلاص، وكلمة الإخلاص لها ركنان: النفي والإثبات. «لا إله»: نفي؛ أي: نفي جميع ما يعبد من دون الله. «إِلا اللهُ»: إثبات أي: إثبات العبادة لله وحده لا شريك له. وهذه الشهادة لها عدة شروط: ١) العلم المنافي للجهل: أي العلم بمعنى هذه الشهادة، والعلم هنا لا بد فيه من إقرار القلب ومعرفته بما طُلِبَ منه علمه، قال تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾ [محمد: (١٩)]، ومن السنة قوله ﷺ: «مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللهُ دَخَلَ الجنَّةَ» (^١). ٢) اليقين المنافي للشك: أي: استيقان القلب بهذه الكلمة، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ [الحُجُرات:١٥]، وقد جاء في الصحيح من حديث أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: «فَمَنْ لَقِيتَ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الحائِطِ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ مُسْتَيْقِنًا بِهَا قَلْبُهُ فَبَشِّرْهُ بِالجنَّةِ» (^٢). _________ (^١) أخرجه مسلم (١/ ٥٥) رقم (٢٦) من حديث عثمان بن عفان؟. (^٢) أخرجه مسلم (١/ ٦٠) رقم (٣١).
1 / 30