التحفة الندية شرح العقيدة الواسطية

عبد الرحمن بن عبد العزيز العقل ت. غير معلوم
111

التحفة الندية شرح العقيدة الواسطية

الناشر

مركز النخب العلمية-القصيم

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م.

مكان النشر

بريدة

تصانيف

وَقَوْلُهُ: ﴿وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ﴾ [الرعد:١٣]، وَقَوْلُهُ: ﴿وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ [آل عمران:٥٤]،وَقَوْلُهُ: ﴿وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [النمل:٥٠]، وَقَوْلُهُ: ﴿إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (١٥) وَأَكِيدُ كَيْدًا﴾ [الطارق:١٥،١٦].
الشرح قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾. بعد ذلك ذكر المُصَنِّف ﵀ جملة من الآيات المشتملة على: إثبات صفتَيِ المكر والكيد لله ﷿ وهما من الصفات الاختيارية. لكن أهل العلم يذكرون أن هذه الصفات وما جاء بنحوها من باب المقابلة، فيمكر الله بمن يمكر به، ويكيد لمن أراد الكيد له ﷾، ومن ذلك الاستهزاء؛ فالله يستهزئ بمن يستهزئ به. نلاحظ في هذه الآيات الواردة في هذا الباب أنها جاءت مقيَّدة وليست مطلَقة، أي لم يأتِ وصفُ الله بالمكر مطلقًا، بل وصف الله نفسه بهذا لمن يمكر به، وهكذا صفة الكيد والاستهزاء، وعلى هذا لا يجوز اشتقاقُ اسم الماكر والكائد والمستهزئ. وقوله: ﴿وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ﴾ معناه شديد الأَخْذ بالعقوبة، قال علي ﵁: «﴿وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ﴾ أي: شديد الأخذ» (^١)، وقال ابن عباس ﵄: «أي: شديد الحول» (^٢). والمِحال والمُماحلة المراد بهما المماكرة والمغالبة.

(^١) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (١٦/ ٣٩٦). (^٢) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (١٦/ ٣٩٦).

1 / 116