التوسل أنواعه وأحكامه
محقق
محمد عيد العباسي
الناشر
مكتبة المعارف للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الطبعة الأولى ١٤٢١ هـ
سنة النشر
٢٠٠١ م
مكان النشر
الرياض
تصانيف
لم يدركه حتى يرمي بها إلى الذي يليه، الذي هو أسفل منه، حتى يلقوها إلى الأرض "روبما قال سفيان: حتى تنتهي إلى الأرض" فتلقى على فم الساحر، فيكذب معها مائة كذبة، فيصدق، فيقولون: ألم يخبرنا يوم كذا وكذا، يكون كذا وكذا، فوجدناه حقًا؟ "للكلمة التي سُمعت من السماء"١.
وورد مثل هذا في حديث آخر عن ابن عباس ﵄ قال: كان رسول الله ﷺ جالسًا في نفر من أصحابه، فاستنار نجم، فقال ﷺ: "ما كنتم تقولون إذا كان مثل هذا في الجاهلية؟ " قالوا: كنا نقول: يولد عظيم أو يموت عظيم، فقال رسول الله ﷺ: "فإنها لا يُرْمى بها لموت أحد ولا لحياته، ولكن ربنا ﵎ إذا قضى أمرًا سبح حملة العرش، ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم، حتى يبلغ التسبيح السماء الدنيا، ثم يستخبر أهل السماء الذين يلون حملة العرش، فيقول الذين يلون حملة العرش لحملة العرش: ماذا قال ربكم؟ فيخبرونهم، ويخبر أهل كل سماء سماء، حتى ينتهي الخبر إلى هذه السماء، وتخطف الجن السمع، فيُرمَون، فما جاؤوا به على وجهه فهو حق، ولكنهم يقرفون فيه ويزيدون" ٢. فمن هذين الحديثين وغيرهما
_________
١ رواه البخاري في عدة مواضع من صحيحه منها كتاب التفسير "٩/٤٥٢ فتح" عن أبي هريرة، وصححه الترمذي وابن خزيمة، وهو مخرج في "الصحيحة" "١٢٩٣" وانظر "صحيح الجامع الصغير" ١/٢٦٢.
٢ رواه أحمد في مسنده "١/٢١٨" ومسلم في صحيحه "٧/٣٦ و٣٧" والترمذي "٩/٩١- ٩٢- تحفة" وغيرهم، "يقرفون" يخلطون فيه الكذب، وضبطها بعضها "يقذفون" بوزنها ومعناها، رواها الترمذي بلفظ: "يحرفونه".
1 / 26