126

أصول بلا أصول

الناشر

دار ابن الجوزي

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

مكان النشر

القاهرة - جمهورية مصر العربية

تصانيف

ببابك، كلبك بأعتابك، نظرة منك تغنيني يا رسول اللَّه، عطفة منك تكفيني"، فقال له الرسول ﷺ: "أنت ولدي، ومقبول عندي بهذه السجعة المباركة" (١).
٣ - ثم ترقوا إلى أبعد من ذلك، بادعاء أن النبي ﷺ يخرج من قبره، ويلتقي مشايخهم، وأنهم يرونه يقظة لا منامًا في الدنيا، ويتلقون عنه.
قال الشعراني (٢): قال أبو المواهب الشاذلي: "رأيت رسول الله ﷺ، فقال لي عن نفسه: لست بميت، وإنما موتي تستري عمن لا يفقه عن الله، فها أنا أراه ويراني" (٣).
وقال: كان أبو المواهب كثير الرؤيا لرسول اللَّه ﷺ، وكان يقول: قلت لرسول اللَّه ﷺ: إن الناس يكذِّبونني في صحة رؤيتي لك، فقال رسول اللَّه ﷺ: "وعزة الله وعظمته من لم يؤمن بها أو كذبك فيها لا يموت إلا يهوديًّا، أو نصرانيًّا، أو مجوسيًّا".
وهذا منقول من خط الشيخ أبي المواهب (٤).
وقال أيضًا: رأيت رسول اللَّه ﷺ فسألته عن الحديث

(١) "جامع كرامات الأولياء" ليوسف بن إسماعيل النبهاني (٢/ ١٠٠)، ويا عجبًا! كيف يثني النبي ﷺ على هذه "السجعة المباركة"، وقد وصَّى ابنُ عباس ﵄ مولاه عكرمة، فقال: "فانظر السجع من الدعاء، فاجتنبه، فإني عهدتُ رسول الله ﷺ وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب". رواه البخاري (١١/ ١٣٨)، وترجم له: "باب ما يُكره من السجع في الدعاء".
وكان عروة بن الزبير إذا عُرِض عليه دعاءٌ فيه سجع منسوبًا إلى النبي ﷺ وأصحابه، قال: "كذبوا، لم يكن رسول الله ﷺ ولا أصحابه سجَّاعين"، كما في "الحوادث والبدع" للطرطوشي ص (١٥٧).
(٢) عبد الوهاب بن أحمد الشعراني صاحب "الطبقات الكبرى" و"الصغرى" في تراجم الصوفية، و"الجواهر في عقائد الأكابر"، توفي سنة (٩٧٣ هـ).
(٣) "الطبقات الكبرى" للشعراني (٢/ ٦٩).
(٤) "نفسه" (٢/ ٦٧).

1 / 131