جاء الإسلام وكانت الهجرة. ذكر المفسرون أن لعبد الله بن أبي بن سلول جاريتين يقال لهما: مسيكة ومعاذة، وكان يُكرههما على الزنى لضريبة يأخذها منهما "وكذلك كانوا يفعلون في الجاهلية"، فلما جاء الإسلام قالت معاذة لمسيكة: "إن هذا الأمر الذي نحن فيه لا يخلو من وجهين: فإن يك خيرا فقد استكثرنا منه، وإن يك شرا فقد آن لنا أن ندعه" لكن عبد الله هذا قال لهما: "ارجعا فازنيا" فقالتا: "والله لا نفعل، قد جاء الإسلام وحرم الزنى". فأتتا رسول الله ﷺ وشكتا إليه أمرهما، فأنزل الله هذه الآية:
﴿وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ ١.
_________
١ سورة النور ٢٤: الآية ٣٣.
1 / 59