التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام

عبد المجيد بن سالم المشعبي ت. غير معلوم
73

التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام

الناشر

أضواء السلف،الرياض

رقم الإصدار

الطبعة الثانية

سنة النشر

١٤١٩هـ/ ١٩٩٨م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

عنه قال: قال رسول الله ﷺ: "لم يكذب إبراهيم ﵇ إلا ثلاث كذبات١ ثنتين منهن في ذات الله ﷿، قوله: ﴿إِنِّي سَقِيمٌ﴾، وقوله: ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا﴾ . قال: بينا هو ذات يوم وسارة إذا أتى على جبار من الجبابرة، فقيل له: إن ههنا رجلًا معه امرأة من أحسن الناس، فأرسل إليه، فسأله عنها: فقال: من هذه؟ قال: أختي ... "٢. ففي هذا الحديث حصر لكذبات إبراهيم ﵇، وإشارة إلى أنها أعظم ما صدر منه عليه السلام٣، ولم يجعل من ضمنها قوله: ﴿هَذَا رَبِّي﴾ ٤، فدل ذلك على أن هذا القول لم يصدر من خليل الرحمن كذبًا. ثم إن إبراهيم ﵇ قد اشتهر عنه ذكر آلهتهم بسوء، كما أخبر الله عن ذلك بقوله: ﴿سَمِعْنَا فَتىً يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ﴾، وعلى هذا فلا فائدة في التورية هنا. الثاني: أن قوله: ﴿هَذَا رَبِّي﴾ معناه هذا ربي في زعمكم واعتقادكم، وهذا الإضمار معروف في العربية، قال تعالى: ﴿وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا﴾ ٥، وقال: ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي﴾ ٦، أي: في زعمكم واعتقادكم٧.

١ إنما أطلق عليه أنها "كذبات" لكونه قال قولًا لا يعتقده السامع كذبًا، لكنه إذا حقق فيه وجده من باب المعاريض المحتملة لأمرين. انظر: "شرح النووي": (١٥/١٢٤)، و"تفسير ابن كثير": (٤/١٣)، و"فتح الباري": (٦/٣٩١) . ٢ أخرجه البخاري: (٤/٢٨٠)، كتاب الأنبياء، ومسلم: (٧/٩٨)، كتاب الفضائل. ٣ انظر: "الإنصاف فيما تضمنه الكشاف من الاعتزال": (٢/٣١) . ٤ انظر: "فتح الباري"، (٦/٣٩١) . ٥ سورة طه، الآية: ٩٧. ٦ سورة فصلت، الآية: ٤٧. ٧ انظر: "التفسير الكبير": (١٣/٥٢)، و"تفسير القرطبي": (٧/٢٦) .

1 / 86