التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام

عبد المجيد بن سالم المشعبي ت. غير معلوم
55

التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام

الناشر

أضواء السلف،الرياض

رقم الإصدار

الطبعة الثانية

سنة النشر

١٤١٩هـ/ ١٩٩٨م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

وبين قومه١، فكيف تصرف هذه الآيات إلى طفولة إبراهيم ﵇؟ رابعًا: كيف يصح هذا القول في أبي الأنبياء ﵇؟ الذي قال الله في حقه: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ﴾ ٢ فمن معاني الرشد هنا إنكاره على قومه عبادتهم لهذه الأصنام في صغره، فتكون الآية الثانية: ﴿إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ ...﴾ مفسرة للرشد المذكور في الآية التي قبلها٣. وقال الله فيه أيضًا: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ ٤، فنفي الله كون الشرك الماضي عن إبراهيم، ونفي الكون الماضي يستغرق جميع الزمن الماضي، فثبت أنه لم يتقدم عليه شرك يومًا ما٥. وقد ثبت في صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "ما من مولود إلا يولد على هذه الفطرة، فأبواه يهوداه وينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء٦ هل تحسون فيها من جدعاء؟ ٧" ٨، وما رواه الإمام مسلم عن عياض بن حمار

١ انظر: "تفسير ابن كثير": (٢/١٥٢)، و"أضواء البيان": (٢/٢٠١) . ٢ سورة الأنبياء، الآيتان: ٥١-٥٢. ٣ انظر: "تفسير ابن كثير": (٣/١٨١-١٨٢) . ٤ سورة النحل، الآية: ١٢٠. ٥ "أضواء البيان": (٢/٢٠١) . ٦ أي سليمة من العيوب، مجتمعة الأعضاء كاملتها، فلا جدع بها ولا كي. "النهاية في غريب الحديث": (١/٢٩٦) . ٧ أي: مقطوعة الأطراف، أو واحدها. "النهاية في غريب الحديث": (١/٢٤٧) . ٨ أخرجه البخاري: (٢/١٩٩)، كتاب الجنائز، ومسلم: (٨/٥٣)، كتاب القدر.

1 / 68