230

التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام

الناشر

أضواء السلف،الرياض

رقم الإصدار

الطبعة الثانية

سنة النشر

١٤١٩هـ/ ١٩٩٨م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

قال الطبري ﵀: (وخلق الشمس والقمر، والنجوم، كل ذلك بأمره، أمرهن الله فأطعن أمره، ألا لله الخلق كله، والأمر الذي لا يخالف ولا يرد أمره دون ما سواه من الأشياء التي لا تضر ولا تنفع ولا تأمر، تبارك الله معبودنا الذي له عبادة كل شيء رب العالمين) ١.
٢- إن كون هذه الكواكب مسخرة مدبرة مقهورة لا يدل على أن لها تأثيرًا في هذا العالم بالسعود والنحوس، ونحو ذلك أو أنها دلالات على ذلك، ولو دل على هذا لدل قوله تعالى: ﴿أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ ٢ على أن للطير تأثيرًا في هذا العالم أو أنه دلالة على السعود والنحوس والموت والحياة ونحو ذلك.
وكذلك الفلك والأنهار، بل كل ما في السموات والأرض لقوله تعالى: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ ٣، فإن كان هذا مردودًا فقولهم من باب أولى٤.
أما الشبهة الثانية: وهي أن الله أخبر أن لهذه الكواكب تأثيرًا في العالم بقوله: ﴿فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا﴾ ٥، وقوله: ﴿فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا﴾ ٦، فالرد عليها:

١ "تفسير الطبري": (٨/٢٠٥-٢٠٦) .
٢ سورة النحل، الآية:٧٩.
٣ سورة الجاثية، الآية: ١٣.
٤ مستفاد من "مجموعة الفتاوى المصرية": (١/٢٢٩) .
٥ سورة النازعات، الآية: ٥.
٦ سورة الذاريات، الآية٤.

1 / 249