التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام
الناشر
أضواء السلف،الرياض
رقم الإصدار
الطبعة الثانية
سنة النشر
١٤١٩هـ/ ١٩٩٨م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
ووجه الفساد أن وجود إله آخر يستحق العبادة مع الله يستلزم أن يكون كل واحد منهما قادرًا على الاستبداد بالتصرف، فيقع عند ذلك التنازع والاختلاف، ويحدث بسببه الفساد١.
رابعًا: الاستدلال على عجز غير الله عن الخلق والتدبير:
لفت الله عقول الناس إلى التفكير والنظر في الخالق: هل لهم من إله خالق إلا الله الذي بيده مفاتيح الأرزاق ومغالقها٢؟ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ﴾ ٣.
وأخبر عن الأوثان أنها مخلوقة لا تضر ولا تنفع، ومن كان كذلك لا يستحق أن يعبد٤، قال تعالى: ﴿أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ﴾ ٥.
وأن كل من عبد من دون الله لا يملك تدبير نفسه فضلًا عن تدبير غيره، فضلًا عن تدبير الكون، فهو لا يملك لنفسه دفع ضر أو جلب نفع، ولا يملك الموت ولا الحياة، فمن كان كذلك كيف يكون مدبرًا لهذا الكون؟ وكيف يعبد من دون الله٦؟.
_________
١ انظر: "فتح القدير": (٣/٤٠٢) .
٢ انظر: "تفسير الطبري": (٢٢/١١٥) .
٣ سورة فاطر، الآية: ٣.
٤ انظر: "تفسير الطبري": (١٠/٩٣) .
٥ سورة النحل، الآية: ١٧.
٦ "تفسير الطبري": (١٣/١٣٢)، وانظر: "تفسير ابن كثير": (٣/٣٠٩)، و"فتح القدير" للشوكاني: (٤/٦١) .
1 / 25