156

أسرار العربية

الناشر

دار الأرقم بن أبي الأرقم

رقم الإصدار

الأولى ١٤٢٠هـ

سنة النشر

١٩٩٩م

[عامل النصب في المنادى وخلافهم فيه] فإن قيل: فما العامل فيه النصب؟ قيل: اختلف النحويون في ذلك؛ فذهب بعضهم١ إلى أن العامل فيه النصب فعل مُقدر؛ والتقدير فيه: "أدعو زيدًا، أو أنادي زيدًا". وذهب آخرون إلى أنه منصوب بـ "يا" لأنها نابت عن: "أدعو /أ/ و٢ أنادي" والذي يدل على ذلك، أنه تجوز فيه الإمالة؛ نحو: "يا زيد" والإمالة لا تجوز في الحروف، إلا أنَّه لَمَّا قام مُقام الفعل، جازت الإمالة فيه٣. [علة عدم بناء المنادى المضاف والنكرة] فإن قيل: أليس المضاف والنكرة مخاطبين، فهلا بُنيا لوقوعهما موقع أسماء الخطاب كما بُني المفرد؟ قيل لوجهين: أحدهما: أنَّ المفرد وقع بنفسه موقع أسماء الخطاب، وأمّا المضاف فيتعرَّف٤ بالمضاف إليه، فلم يقع موقع أسماء الخطاب كالمفرد، وأما النكرة فبعيدة الشبه من أسماء الخطاب، ولم يجز بناؤها٥. (والوجه الثاني: أنا لو سلمنا أنَّ المضاف والنكرة وقعا موقع أسماء الخطاب، إلا أنه لم يلزم بناؤهما) ٦؛ لأنَّه عرض فيهما ما منع من البناء٧، أمّا المضاف: فوجود المضاف إليه؛ لأنَّه حل محل التنوين، ووجود التنوين يمنع /من/٨ البناء، فكذلك ما يقوم مقامه، وأما النكرة، فنُصبت؛ ليفصل بينهما وبين النكرة التي يقصد قصدها، وكانت النكرة التي يُقصد قصدها أولى بالتغيير؛ لأنها هي المخرجة عن بابها، فكانت أولى بالتغيير. [جواز حذف حرف النداء إلا مع النكرة والمبهم] فإن قيل: فهل يجوز حذف حرف النداء؟ قيل: يجوز حذف /حرف/٩ النِّداء إلا مع النكرة والمبهم؛ لأنّ الأصل فيهما النداء بـ "أي"؛ نحو: "يا أيُها الرجل، ويا أيُهذا الرجل" فلما اطرحوا "أيًّا" والألف واللام، لم يطرحوا حرف النداء، لئلا يؤدي ذلك إلى الإجحاف بالاسم.

١ في "س" بعض النحويين. ٢ سقطت من "ط". ٣ في "س" جاز فيه الإمالة. ٤ في "س" فيعرف. ٥ في "س" بناؤهما ٦ سقطت من "س". ٧ في "ط" النداء، وما أثبتناه من "س". ٨ زيادة من "س". ٩ سقطت من "س".

1 / 173