1- ..........
وروم وعرب وبربر وأكراد وديلم وأرمن وحبشان وغير ذلك من الأصناف والأجناس، إلا أن جمهورهم قبط، والسبب في اختلاطهم تداول المالكين لها والمتغلبين عليها من العمالقة واليونانيين والروم والعرب وغيرهم، فلهذا اختلطت أنسابهم واقتصروا من الانتساب على ذكر مساقط رؤوسهم.
وكانوا قديما عباد أصنام ومدبري هياكل إلى أن ظهر دين النصرانية بمصر فتنصروا وبقوا على ذلك إلى أن فتحها المسلمون في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأسلم بعضهم وبقي البعض على دين النصرانية، وغالب مذهبهم يعاقبة (84).
قال: أما اخلاقهم فالغالب عليها اتباع الشهوات والانهماك في اللذات والاشتغال بالتنزهات والتصديق بالمحالات وضعف العزمات.
قالوا: ومن عجائب مصر النمس وليس يرى في غيرها، وهو دويبة كأنها قديدة (85)، فإذا رأت الثعبان دنت منه، فيتطوى عليها ليأكلها إذا صارت في فمه زفرت زفرة وانتفخت انتفاخا عظيما فينقد (86) الثعبان من شدته
صفحة ٥٨