أصلح الأديان للإنسانية عقيدة وشريعة

أحمد بن عبد الغفور عطار ت. 1411 هجري
94

أصلح الأديان للإنسانية عقيدة وشريعة

الناشر

غير معروف

تصانيف

الإنسانية دون استثناء، فما من خليقة طيبة فاضلة إلا وشرع الله في الإسلام يقضي بوجودها، وما من خليقة كريهة إلا ودين الإسلام يقضي بالتنزه عنها، لأن المفروض في المجتمع المسلم أن يكون مجتمعا فاضلًا. وليس هذا بمستحيل أو عسير، فقد رأينا مجتمع الإسلام في عصر رسول الإسلام ﷺ وصحابته الكرام فاضلًا كريما، كل من فيه إخوة يحب بعضهم بعضًا، وتطهَّرَ من كل الموبقات والأحقاد تطهرًا تامًا، لم يحقد فيه المعسر على الموسر، ولا الفقير على الغني، ولا المعدم الذي لا يجد قوت يومه على صاحب الملايين، لأنه يعلم أن بر " المليونير " إن فاته وصل إلى غيره، وليس فرضًا أن يسع الغني بماله كل الفقراء، وإنما حسب المعدم أن مئات من أمثاله نعموا بمال الغني. ورسول الإسلام نفسه كان يجوع وبين يديه أموال أصحابه الأثرياء، لا يمد إليها أو إليهم يده، بل يصبر، ولو أخذ منهم حُرَّ أموالهم أو أكثره أو كله لشعروا بالسعادة، ومع هذا كفَّ عنهم يده ولسانه. وقد فرض على الأغنياء في أموالهم حقًا للمحرومين والسائلين، وقد أدَّوه على خير وجه، وأدَّوا أكثر منه

1 / 112