فإذا بلغت المحافظة على النص هذا - المبلغ فإن مما لا
ريب فيه أن يكون القرآن الكريم محروسًا من قبل الله
الذي وعد بحفظه ثم من قبل المسلمين جميعًا.
فالكتاب الوحيد المحفوظ الباقي بنصه المنزل من الله
هو القرآن، أما غيره من الكتب السماوية الأخرى فقد
اختفت من الوجود لتخلي الأرض لكتاب الله الخالد الذي
ختمت به الكتب السماوية كما ختم بمحمد ﷺ رسالات السماء،
وكما ختم بالإسلام دين الله، فلا كتاب بعد القرآن، ولا نبي
بعد محمد ﷺ، ولا دين غير الإسلام.
والقرآن موجود بين أيدي العالم، حوى كل العقيدة
الصحيحة التي لا مجال لإضافة جديدة تضاف إليها، وحوى
من الشريعة الأصول السليمة التي تصلح للإنسان في كل
زمان ومكان، مع ترك باب الاجتهاد مفتوحًا لإضافات
جديدة.
فما كان محرمًا ممنوعًا جاء النص به واضحًا وصريحًا،
وما سوى الحرام حلال لا يحتاج كله إلا نص، لأن
الاستثناء هو الذي بحاجة إلى النص.
أما محمد رسول الإسلام فكإخوته رسل الله الكرام،
1 / 94