ارحمني يا سيد، يا بن داود، ابنتي مجنونة جدًا، فلم يجبها
بكلمة، فتقدم تلاميذه وطلبوا إليه قائلين: اصرفها لأنها
تصيح وراءنا، فأجاب وقال: لم أرسل إلاَّ إلى خراف بيت
إسرائيل الضالة، فأتت وسجدت له قائلة: يا سيد، أعِنِّي،
فأجاب وقال: ليس حسنًا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح
للكلاب، فقالت: نعم، يا سيد، والكلاب أيضًا تأكل من
الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها، حينئذٍ أجاب يسوع
وقال لها: يا امرأة، عظيمٌ إيمانك، ليكن لك كما تريدين،
فشُفيت ابنتها من تلك الساعة".
ففي هذه الفقرة يحدد المسيح رسالته، ولم يجب المرأة
المستغيثة، لأنها كنعانية، وهو لم يرسل إلى الكنعانيين،
ولما ألح تلامذته عليه واستغاثت المرأة امتنع عن إغاثتها،
وحدد من أرسل إليهم، واعتذر عن أن يجيبها إلى طلبها،
فلما أعادت سؤاله أعاد عليها امتناعه بجواب آخر حيث
ضرب لها المثل بخبز البنين لا يصح أن يعطيه غيرهم،
وشبههم بالكلاب، فردت عليه ردًا أرضته به عندما
ذكرت له أن للكلاب نصيبًا في الفتات الساقط من الخبز
من أربابها، فأعجبه ردها، وأثنى على عظيمِ إيمانها،
وأجابها وشفى لها ابنتها.
وفي إنجيلي متى ١٠/ ٥ - ٦: "هؤلاء الاثنا عشر
1 / 78