أسئلة وأجوبة في إعراب القرآن

ابن هشام الأنصاري ت. 761 هجري
46

أسئلة وأجوبة في إعراب القرآن

محقق

محمد نغش

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٣هـ/١٩٨٣م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد هو إليه، والصلاة على محمد نبيه. وبعد، فهذه رسالة معمولة في معنى قوله ﷺ: "نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه" ١. وإعرابه: وقد جعلت هذا الحديث شاهدا لقوله تعالى [١٢ ب]: ﴿وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا﴾ ٢ أقول: وبالله التوفيق، وبيده أزمة التحقيق: معنى قوله ﷺ: " نعم العبد صهيب ... إلخ" أن صهيبا لما حلت قلبه الهداية، ولحظت مسعاه عين العناية، ونشطت في العبادة أعضاؤه، وكثر عن معاصي الله إغضاؤه، وتسربل بسربال التوفيق، وشاهد مشاهدة التحقيق، وترتقي إلى مراتب الخواص، وانتقل من العام إلى الخاص، خاف الله فلم يعصه امتثالا لأمره وعظمته، لا فرارا من ناره وطمعا في جنته، فالشرط مثبت بلو على مقتضى قاعدتها إذا كان في خبرها منفي. والجزاء يأتي على النفي كما كان قبل لو. فإن قلت: ما ذكرت من بقاء المنفي في الجزاء مخالف حكم لو

١ نسبه في المغني لعمر بن الخطاب ﵁. ٢ سورة الأنفال الآية ٢٣.

1 / 42