أسئلة وأجوبة في إعراب القرآن

ابن هشام الأنصاري ت. 761 هجري
17

أسئلة وأجوبة في إعراب القرآن

محقق

محمد نغش

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٣هـ/١٩٨٣م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

اتخذوهم في حالة كونهم قربانا آلهة. فالمفعول الأول محذوف، وهو صاحب الحال وآلهة مفعول ثان، ومنع كون قربانا مفعولا ثانيا، وآلهة حال، فما وجه ذلك؟ الجواب: وجهه لو قدر كذلك صار المعنى الذم على ترك اتخاذ الله تعالى غير متقرب، لأنك إذا قلت: أنتخذ فلانا سيدا لودني١ فقد لمته على نسبة السيادة لغيرك، والله ﷾ يتقرب إليه ولا يتقرب به. فقيل: فهل يجوز أن يكون قربانا مفعولا لأجله؟ فقلت: لا يكون المفعول لأجله إلا مصدرا أو اسم مصدر. والقربان اسم لما يتقرب به [٤ ب] وليس اسما للحدث، وعلى هذا فيكون قربانا في قوله تعالى: ﴿إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا﴾ ٢ منصوبا نصب المفعول به، لا نصب المصدر. مسألة: ﴿كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ﴾ ٣ علام [انتصب] كلًاّ وما إعراب هؤلاء؟ الجواب: انتصب كلا على المفعولية لنمد، وهؤلاء وهؤلاء بدلان من (كلا) بدل تفصيل. والمراد أن المؤمنين والكافرين كلهم يرزقون، لا نمنع الرزق على أحد منهم.

١ هكذا بالأصل والصواب دوني كما في المغني. ٢ سورة المائدة من الآية ٢٧ وتمامها ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ . ٣ سورة الإسراء من الآية ٢٠ وتمامها ﴿كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا﴾ .

1 / 13