راح يتأملها لحظة، ويفكر: «زوجتي، «ماري» التي تخصني.»
شاهدها وهي تثبت أطراف أناملها واحدا إثر واحد فوق حافة السياج، وتذكر كيف اعتادت أن تفعل الشيء نفسه فوق ذراعه العارية. قبل زمن من الآن. زمن طويل.
نزل من السيارة ولحق بها. كانت فرصة ليريح ساقيه ويمدهما. بالطبع شيء من الشراب القوي سيكون فيه راحة أكبر، لكنه كان قد وعد، وبوسعه أن ينتظر. وقف جوار سياج ماري، يدلك عقد التوتر المتجمعة في عموده الفقري، يعب من هواء الريف المضفور بروائح الأرض والغابة الدافئة والأعشاب النامية.
الحشائش الخضراء المزالة من المرج العشبي الخشن أمامهما كانت منحدرة بعيدة عن الكوخ - الذي سيكون كوخهما على مدى الأسبوعين القادمين، أو طالما استطاعا أن يبقيا في رفقة بعضهما البعض - ومكومة في اتجاه شلال المياه الذي يلمع في الوادي المنبسط بالأسفل. وخلف الماء، ربما على بعد خمسين مترا، كانت ثمة غابة. جذوع الأشجار وأوراقها المتحورة بدت رائعة الجمال في ضوء الشمس المائلة.
نظرت ماري نحو المشهد غير أنها ظلت صامتة، وتصور سايمون ماذا يمكن أن يعني ذلك، كل منهما محبوس داخل عالمه الخاص المنفصل، هو يمشي وحيدا خلال الغابة التي تناديه، الغبار والجذور المتكسرة تحت قدميه. هو لا يريد ذلك.
قال: «حسنا!» لمحة من التوتر شابت صوته. سرعان ما ندم عليها.
حولت ماري عينيها إليه في ضوء الشمس المحتضر، لكنها لم ترفع يدها لتظلل عينيها. أطراف أصابعها كانت مربوطة فوق قضبان السياج.
أجابت: «إنه جيد.» «جيد وحسب؟»
أدارت رأسها ونظرت مجددا نحو الحقل. حاول أن يرى المياه والغابة خلال عينيها.
قالت: «كلا! ليس جيدا وحسب. أفضل من جيد. ربما مثالي!»
صفحة غير معروفة