104

الأشربة و ذكر اختلاف الناس فيها

محقق

د حسام البهنساوي، أستاذ علم اللغة المساعد جامعة القاهرة - كلية الدراسات العربية والإسلامية بالفيوم

الناشر

مكتبة زهراء الشرق

مكان النشر

القاهرة

تَبْيِينُ غَلَطِ الْفِرَقِ بِالْغُلُوِّ
قَدْ ذَكَرْنَا اخْتِلَافَ النَّاسِ فِي النَّبِيذِ وَاحْتِجَاجَ كُلِّ فَرِيقٍ لِمَذْهَبِهِ وَنَحْنُ ذَاكِرُونَ سَبِيلَ الْحَقِّ وَدَالُّونَ عَلَيْهِ بِمَبْلَغِ عِلْمِنَا وَمِقْدَارِ طَاقَتِنَا وَالْقُوَّةُ بِاللَّهِ. أَمَّا الْأَوَّلُونَ الَّذِينَ ذَهَبُوا إِلَى تَحْرِيمِهِ كُلِّهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ الْخَمْرِ وَبَيْنَ نَبِيذِ التَّمْرِ وَبَيْنَ مَا طُبِخَ وَبَيْنَ مَا نقع وبين ما اشتد وبين ما سَهُلَ فَإِنَّهُمْ غَلوا فِي الْقَوْلِ واشتدوا في الحظر وعابوا قوما م الْبَدْرِيِّينَ وَقَوْمًا مِنْ خِيَارِ التَّابِعِينَ وَأَئِمَّةً مِنَ السَّلَفِ الْمُقْتَدَى بِهِمْ فِي الدِّينِ بِشُرْبِ الْخَمْرِ وَزَيَّنُوا ذَلِكَ بِأَنْ قَالُوا: شَرَبُوهَا عَلَى التَّأْوِيلِ فَاتَّهَمُوا الْقَوْمَ وَلَمْ يَتَّهِمُوا نظرهم ونحلوهم الخطأ وبرؤوا منه أنفسكم.
وقد ك قَوْمٌ مِنَ الصَّحَابَةِ يَرَوْنَ الِاسْتِمَاعَ مِنَ النِّسَاءِ جَائِزًا وَيُفْتُونَ بِهِ مِنْهُمُ ابْنُ مَسْعُودٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ ومعاوية وجابر وسلمة ابن الأكوع

1 / 220