89

أشراط الساعة - الوابل

الناشر

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤١١ هـ - ١٩٩١ م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

وكان ما أخبر به الصادق المصدوق ﷺ، فقد قُتِلَ عمر، وكُسِرَ الباب، وظهرتِ الفتن، ووقع البلاء، فكان أول فتنة ظهرت هي قتل الخليفة الراشد ذي النورين عثمان بن عفَّان على يد طائفة من دُعاة الشر، الذين تألَّبوا عليه من العراق ومصر، ودخَلُوا المدينة، وقتلوه وهو في داره ﵁ (^١).
وقد ذكر النّبيّ ﷺ لعثمان ﵁ أنّه سيصيبه بلاءٌ، ولهذا صبر ونهى الصّحابة عن قتال الخارجين عليه؛ كي لا يُراقَ دَمٌ مِن أجله ﵁ (^٢).
ففي الحديت عن أبي موسى الأشعري ﵁ قال: خرج النّبيّ ﷺ إلى حائطٍ مِن حوائطِ المدينة ... (فذكر الحديث إلى أن قال: (فجاء عثمان، فقلت: كما أنت، حتّى أستأذن لك. فقال النّبيّ ﷺ: "ائذن له، وبشِّره بالجنة معها بلاءٌ يُصيبُهُ" (^٣).
"وخصَّ النبيُّ ﷺ عثمان بذكر البلاء مع أن عمر قتل أيضًا؛ لكون عمر لم يمْتَحَنْ بمثلِ ما امْتُحِنَ به عثمان؛ من تسلُّط القوم الذين أرادوا منه أن ينخلع من الإِمامة بسبب ما نسبوه إليه من الجور والظلم؛ بعد إقناعه

= مع الفتح)، و"صحيح مسلم"، كتاب الفتن وأشراط السّاعة، (١٨/ ١٦ - ١٧ - مع شرح النووي).
(^١) انظر تفصيل ذلك في "البداية والنهاية" (٧/ ١٧٠ - ١٩١).
(^٢) انظر: "العواصم من القواصم" (ص ١٣٢ - ١٣٧)، تحقيق وتعليق محب الدين الخطيب.
(^٣) "صحيح البخاريّ"، كتاب الفتن، باب الفتنة الّتي تموج كموج البحر، (١٣/ ٤٨ - مع الفتح).

1 / 97