فالهم فضل وطول العيش منقطع
والرزق آت وروح الله منتظر
ومن الأمثال أيضا كلمات سارت على وجه الدهر كقولهم: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه، يضرب مثلا للذي رؤيته دون السماع به وفي كل ما جرى هذا المجرى. وكذلك قولهم: على أهلها جنت براقش، يضرب مثلا للرجل يهلك قومه بسببه.
وقد يطلقون المثل ويريدون به التمثيل.
وهذه الأشياء في الشعر إنما هي نبذ تستحسن ونكت تستطرف مع القلة وفي الندرة، فأما إذا كثرت فهي دالة على الكلفة، فلا يجب لشعر أن يكون مثلا كله وحكمة كشعر صالح ابن عبد القدوس، فقد قعد به عن أصحابه وهو يتقدمهم في الصناعة لإكثاره من ذلك، وكذلك لا يجب أن يكون استعارة وبديعا كشعر أبي تمام، فقد رأيت ما قال فيه المتعقبون له كالجرجاني وأبي القاسم بن بشر الآمدي وغيرهما.
ولا ينبغي للشعر أيضا أن يكون خاليا من هذه الحلى فارغا منها ككثير من شعر أشجع وأشباهه من هؤلاء المطبوعين جملة، مع أنه لا بد لكل شاعر من طريقة تغلب عليه فينقاد إليها طبعه ويسهل عليه تناولها. (3) الفائدة الثالثة
قال في الإتقان: في النوع السادس والستين في أمثال القرآن فائدة، عقد جعفر بن شمس الخلافة في كتاب الآداب بابا في ألفاظ من القرآن جارية مجرى المثل، وهذا هو النوع البديعي المسمى بإرسال المثل، وأورد من ذلك قوله تعالى:
ليس لها من دون الله كاشفة .
لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون .
الآن حصحص الحق .
صفحة غير معروفة