تحت التمثال تقابلنا مصادفة.
توقفت عن السير. إنه يبتسم، وأنا أرتبك. صافحته بالإجلال الذي يستحقه فسألني : كيف الحال؟
فأجبت بأدب وحياء: الحمد لله، فضلك لا ينسي ...
فقال بصوت لم يخل من عتاب رقيق: حسن أن تعتمد على نفسك، ولكن خيل إلي أنك نسيتني!
فقلت بحياء: لا أحب أن أثقل عليك، ولكن لا غنى عنك بحال. وافترقنا وقد أثار شجوني ... تذكرت عهدي الطويل معه عندما كان كل شيء في حياتي، كما تذكرت فضله وأياديه. تذكرت أيضا أطواره الأخرى مثل إعراضه وجفائه ولا مبالاته دون تفسير يطمئن إليه القلب.
رغم كل شيء اعتبرت اللقاء مصادفة سعيدة.
الحنين
كنت ألقاه في الخلاء وحيدا يحاور الناي، ويعزف لجلال الكون.
قلت له يوما: ما أجدر أن يسمع الناس ألحانك.
فقال بامتعاض: إنهم منهمكون في الشجار والبكاء!
صفحة غير معروفة