يرافقه بعد ذلك الندم.
ويتسول النسيان.
الوحدة
لزق المنظر البشع بذاكرتها لا يتزحزح. منظر كف الضابط العمياء وهي تهوي على خد أبيها العليل. وبقدر ما كانت تحب أباها وتقدسه، بقدر ما خاصمت كل شيء، نفسها والعالم من حولها. وتتقدم بها السن وهي وحيدة ترمقها ثقوب الكون برثاء.
عيد الميلاد
ما أكثر ما يسير بلا هدف! وإذا التعب نال منه توقف، لكنه لا يكف عن مناجاة الأشياء الثابتة والمتحركة.
في نهاية هذا العام يبلغ الثلاثين من عمره ...
سؤال بعد ثلاثين عاما
بعد انقطاع عشرين عاما عن حي الشباب، دعتني مناسبة إلى عبوره. لولا ما جاش في صدري من عواطف نائمة ما عرفته في عمائره الجديدة وزحامه الصاخب. وثبتت عيناي على بيت قديم بقي على حاله، فشعرت بابتسامة ترف على الروح والجسد. إنها اليوم وحيدة في الثمانين، وآخر لقاء جمع بيننا بالمصادفة كان منذ ثلاثين عاما، حين أخبرتني بهجرة وحيدها إلى الخارج بصفة نهائية. طويت مظلتي وقصدت الباب بعد تردد، وضغطت على الجرس. فتحت شراعة الباب عن وجه امرأة غريبة، فداريت ارتباكي بسؤال: ألا تقيم ست سامية هنا؟
فأجابت بسرعة: نحن نقيم هنا منذ ثلاث سنوات !
صفحة غير معروفة