1
من أهل الجبل قال: كنت أنا مع جماعة خارجين إلى أصبهان، فلما صرنا إلى بعض الطريق مررنا بخان خراب ليس فيه أحد، وإذا صوت كلب ينبح، وإذا حركة شديدة فدخلنا بأجمعنا الخان، فإذا بصاحب نعرفه من الفيوج كان معه كلب لا يفارقه حيث كان، وإذا بعض المبنجين قد وقع عليه، وكان الفيج فطنا، فلما رأى المبنج أن حيلته ليس تنفذ له عليه طرح في حلقة وترا ليخنقه به، فلما رأى الكلب ذلك صار إلى المبنج فخمش وجهه وعض قفاه وطرح منه قطعة لحم، فسقط المبنج مغشيا عليه، فلخصنا من حلق صاحبنا الوتر، وكان قد أشرف على التلف، وقبضنا على المبنج ، وكتفناه بوتره ودفعناه إلى السلطان.
وهذا بعض ما قيل في وصف الكلاب؛ قال بعض الشعراء:
أيها الشانئ الكلاب أصخ لي
منك سمعا ولا تكونن حبسا
إن في الكلب فاعلمن خصالا
من شريف الخصال يعددن خمسا
حفظ من كان محسنا ووفاء
للذي تتخذه حربا وحرسا
واتباع لرحله وإذا ما
صفحة غير معروفة