أما ألكستيس؛ فكانت راقدة على سريرها تحتضر.
في هذه اللحظة بالذات، حدث انقلاب غريب، فقد شاءت الصدفة أن يمر البطل العظيم هرقل (ستروى عنه قصص كثيرة في باب لاحق) خلال تساليا في ذلك الوقت، واتجه نحو قصر أدميتوس؛ ليقدم له فروض الاحترام. فلما اقترب من أبواب القصر، دهش للسكون الغريب المخيم هناك، وأذهله أنه ما من حارس طلب منه أن يقف، وما من خادم أقبل لتحيته، وعندما اقترب إلى مسافة أكثر، سمع البكاء والنحيب ينبعثان من الحجرة التي بها أدميتوس. فاتجه نحو تلك الحجرة، ووقف أمام بابها دون أن ينتبه إليه أحد، وسمع كل ما كان يجري بداخلها.
وبينما هو يصغي إلى عرض ألكستيس السامي، وبينما هو يلاحظ شحوب الموت يدب في جسمها، امتلأ إشفاقا أن تموت مثل هذه المرأة الباسلة. وفي هذه اللحظة سمع حفيفا، فاستدار حوله، فرأى الموت إلى جانبه تماما، وهو شبح يرتدي ثيابا حالكة السواد، وتقدم الموت يتسلل خلسة يتأهب لأن يخطف ألكستيس في قبضته، إلا أن هرقل الذي لم يفزعه أي إرهاب، سواء أكان سماويا أو أرضيا، أو من الأعماق تحت الأرضية، اعتزم فجأة أن يعمل شيئا.
صاح هرقل يقول لنفسه: «لن يحدث أبدا أن يأخذ الموت هذه الروح النبيلة!»
وبينما هو يقول هذا، اندفع إلى الأمام فقبض على الموت، ذلك المادة غير المحسوسة والمشئوم الطالع. وعبثا حاول الموت الإفلات من قبضة هذا البطل الحديدية، الذي استخدم جميع خداعات المصارعة. وأخيرا وبعد لأي كف الموت عن النضال، وأسلم ألكستيس إلى هرقل. فوضعها البطل بدوره بين ذراعي زوجها. وعند ذلك تبدل حزن التساليين العميق إلى فرح عظيم، واستحال عويل أطفال ألكستيس الصغار إلى بهجة وجذل، وقدم الجميع الشكر للآلهة ولهرقل.
هكذا عادت الحياة إلى ألكستيس بمعجزة، فعاشت مع زوجها في سعادة وعز سنوات عديدة، وسر كل من البشر والآلهة. ولما بلغت سن الشيخوخة أخيرا ماتت، أما أدميتوس فمات بعدها بوقت غير طويل.
مقتل التنين بوثون
الألعاب الرياضية
قتل أبولو وحشا عملاقا مفترسا كان يلقي الرعب في نفوس الأهلين، فوقره البشر وكرموه تكريما عظيما.
كان هناك تنين متوحش يعيش على جوانب جبل بارناسوس، اسمه بوثون لم يضايق البشر الذي يلتقي بهم في طريقه فحسب، بل وكان يعترض طريق الآلهة أيضا. فذات مرة رفع هذا التنين رأسه في غضب؛ ليهاجم لاتونا والدة أبولو وديانا. فنادت ابنها لنجدتها، فأسرع أبولو إلى ذلك الجبل، وبحث عن التنين حتى عثر عليه، فدارت بينهما معركة مريرة، ولكن سرعان ما سقط هذا الثعبان قتيلا يتلوى فوق الأرض، بعد أن اخترقت جسمه سهام أبولو.
صفحة غير معروفة