75

مقالات الشيخ محمود غريب (الجزء الأول)

تصانيف

ومن الطريف في الموضوع: أن شابا توّرط في الزنا. فلما قدّم للمساءلة قال إن الله يقول ﴿اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ﴾. قلت له: لعل عقيدتك ﴿فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾ هكذا يفعل الأخذ بظواهر النصوص في إفساد المعاني. يا ولدي إن الآخرة هنا للتهديد، وغدًا الجزاء من الله ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨)﴾. أسلم رجل من البادية في عهد النبي ﷺ فأعطاه النبي ﷺ لرجل يحفظه القرآن، فحفظ الرجل سورة الزلزلة حتى وصل إلى قوله تعالى ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨)﴾. عند ذلك قال الرجل: والله ما أريد بعد ذلك شيئًا من القرآن. قال النبي ﷺ: دعوه فقد فقه الرجل. أجل ... لقد فقه الرجل. لأنه تلقي القرآن بأذن واعية. ﴿وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ﴾

1 / 75