29

مقالات الشيخ محمود غريب (الجزء الأول)

تصانيف

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ في عهد النبي صلى الله علية وسلم أراد المنافقون الكيد للنبي ﷺ. فكان حديث الإفك ضدّ السيدة عائشة ﵂ فنزل القرأن ببراءتها وبّين وعيد من خاض في صنّفها سيرتها. ﴿لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ سورة النور ١١. وعاقب الإسلام من وقع في هذا الإفك، وانتهى الأمر. فماذا حدث في عصرنا؟ وأسال: من أحيا هذه الفتنة، ولماذا؟ وما رأيهم في القرآن الذي يتلى إلى يوم القيامة في براءة عائشة؟ ﴿لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ النور١١. أما الذين خاضوا في حديث الإفك في عصرنا فقد شاركوا في جريمة الاعتداء على عرض النبي ﷺ ثم زادوا تكذيبهم بصريح القرآن في براءة عائشة فقد ارتكبوا بهتانا وإثما مبينا. إن الله برأ السيدة مريم في آية ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ﴾ آل عمران ٤٢. أما عائشة فنزل فيها ستة عشر آية - يا علية القوم ما حكم من كفر ببراءة مريم؟ وما حكم من كفر ببراءة عائشة؟ إن الله شهد بأن أباها من (أولي الفضل) ﴿وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ يعني لا يُقسم على أن يمنع مساعدته لأنه فقير وخاض في حديث الإفك ضحكتُ عندما سمعت أحد علمائهم يقول في قناة الصفا: إن آيات سورة النور نزلت في براءة السيدة (مارية) القبطيّة عندما أنجبت سيدنا إبراهيم، ولم تنزل في عائشة ﵂ ضحكتُ عندما سمعت هذا الكذب وسألت نفسي: من هو (المهاجر) قريب السيدة (مارية) القبطية الذي نزلت فيه الآية. لعل الكذاب لم يحفظ الآية؟

1 / 29