آثارًا وندباتٍ حقيقية تتحول واقعًا ملموسًا في مستقبله، فلا يلتفت بعدها إلى قضايا أمته وآمالها وآلامها، وطموحاتها العليا، فتكون سببًا في انحراف قوام النبتة- موضع العناية - فلا تستقيم بعدها، ولا تثمر، ولا يتذوّق الناس حلاوة ثمارها.
قد يدّعي بعض أهل الفن والمنتفعين به، أن الفن قد يقدّم خيرًا للناشئة، لكني سأعرض لك - أخي القارئ - بعض الأخطار السلوكية التي قد يتعرض لها الناشئة من خلال متابعتهم للأفلام والبرامج المتنوعة.
أولًا - التقليد:
إن الناشئ يتمتع عادةً بمقدرة متميزة على التعامل مع كل ما يسمعه أو يشاهده، ثم إنه يتلقى ما يتلقاه تحت تأثير العرض المشوّق المصحوب بالصوت والصورة، فيستخدم أهم حواسّه الإدراكية من سمع وبصر في محاولة فهم لما يشاهده، ثم ينطبع معظم ما يراه في ذاكرته، ويبقى راسخًا فيها إلى أن تظهر بعد حين في سلوكياته الظاهرة وانفعالاته العاطفية متمثلة، كما رآها تمامًا أو ممتزجة بغيرها، وقد تظهر فيما يقرب أو يبعد من الزمن. والتقليد يمكن تقسيمه إلى ثلاثة أنواع هي:
أ - التقليد الانفعالي:
ويقصد به التفاعل النفسي مع الفنانين والفنانات، وهم يؤدون أدوارًا متعددة، تتخللها مواقف الغضب والرضا، والحزن والفرح، والانتقام والتسامح، والخوف والإقدام، والكره والحب، والصدق والكذب، كل هذا وغيره من الانفعالات الموصوفة بالتمثيل، تنتقل إلى الناشئ، وغالبًا ما يُقبِل الناشئ على تصوّر السلبيات لأنها أكثر
1 / 52