43

أرخص ليالي

تصانيف

وتحرك فرج من جلسته، ونسي كرسي الدخان، وانضم إلى صالح يقشر معه.

وكان الاثنان لا يلاحقان فم الرجل، وهو يتاوي «الكيزان» واحدا وراء الآخر في سهولة وسرعة، وكأنه يقذفها في بئر لا قرار لها.

وحملق الشرقاوي في الرجل وقد غادره النوم إلى غير رجعة، وراح يهمس وهو يعد مع زبائنه ومع صالح وفرج.

وعند الأربعين فك الرجل حزامه.

وحوالي الستين طلب الرجل ماء، فأسرع الشرقاوي يجري ويملأ الكوب من الترعة.

وفي التسعين طلب الرجل ماء للمرة الثانية، دفعه في جوفه، ثم تكرع طويلا، وفي بطء وثقة أتى على المائة، وأكل بعدها كوزا آخر من أجل الحاضرين.

وما إن انتهى حتى ألقى نظرة على وجوه الموجودين التي كلها صمت ودهشة، وانتظر برهة يلتقط أنفاسه، ثم حمل الخروف، وفي هدوء ألقى عليهم السلام ومضى.

وقبل أن يختفي عن الأنظار أسرعت العيون كلها تحدق في بطنه، ثم بدأت الجماعة تستعيد ألسنتها.

وقال الشرقاوي وهو يهز رأسه: إن الرجل من عرب الغرب، ولا بد أنه عزم على التين، وحضر الجن قبل أن يأكله. قال ذلك وتلفت يمنة ويسرة، ثم سمى وهو يبصق في عبه.

وقال صالح: إن في بطنه دودا كان يبتلع التين أولا بأول.

صفحة غير معروفة