الأرستقراطيون في الأساس هم نخب ما قبل الثورة الصناعية؛ فتاريخيا، اعتمدت سلطتهم على السيطرة والهيمنة على المورد الاقتصادي الرئيسي في جميع المجتمعات تقريبا قبل حلول القرن التاسع عشر؛ وهذا المورد هو الأرض؛ ففي المجر كان لقب نبلاء يعني «أصحاب الأملاك». وحتى في المدن الجمهورية التي أوجدتها التجارة وأثرتها، مثل البندقية أو جنوة، كان يتوقع في النهاية من أعضاء الطبقات الحاكمة استخدام ثروتهم في الحصول على ممتلكات من الأراضي. ولم يحدث إلا في الجمهورية الألمانية أن أبقى «الأوصياء على العرش» التجاريون في المدن على أنفسهم بمنأى عن محاكاة النبلاء الفقراء نسبيا من أصحاب الأراضي في المقاطعات الداخلية.
كانت الأرض تمنح الحرية من وظائف مربحة. كانت الفكرة المثالية عن الدخل الذي يتم جنيه من الأراضي تتمثل في أنه يمنح المستفيدين منه حرية فعل أشياء أخرى؛ وكان الهدف من الرابطة الإقطاعية هو السماح للمحاربين الفرسان بخدمة أسيادهم بدلا من العمل في وظيفة لكسب قوتهم. ونظرا لأن السادة كانوا يمنحون الإقطاعات في مقابل خدمة الفرسان لهم، كان باستطاعة التابع الإقطاعي أن يمنح ممتلكاته من الباطن في مقابل الحصول على خدمة أو رسوم من الفلاحين. وبينما في الغرب على مدار القرون الأولى من العصر الحديث استعيض عن الحيازات الإقطاعية تدريجيا بالملكية التامة أو الإيجارات التعاقدية، ظل النبلاء يفضلون الإيجار على الاستغلال المباشر لممتلكاتهم. ولم يكن ينظر للزراعة المباشرة للأرض على أنها إلهاء عن أمور أكثر أهمية فحسب، بل على أنها كذلك قريبة على نحو خطير من السعي للحصول على مكسب تجاري. لم يكن هذا يعني عدم اكتراث النبلاء بالأرباح التي يمكن جنيها من ملكية الأرض؛ فرغم الأساطير التي دارت حول إسراف الأرستقراطيين وإهمالهم الأرعن للممتلكات، فإن معظم الأدلة تشير إلى أن النبلاء كانوا يتسمون بالحرص - أو حتى بالجشع - في إدارتهم لثروتهم. إلا أن هذا الحرص كان عادة ما يتخذ شكل زيادة الإيجارات لأقصى حد بدلا من التدخل لتشجيع الاستثمار في إنتاجية طويلة الأمد. في هذه الأثناء، تكونت في أوروبا الشرقية وعلى مدار الفترة نفسها قوة عاملة من الأسرى من خلال معاملة الفلاحين الأحرار سابقا على أنهم عبيد، وهو ما دعم تكاسل النبلاء لفترة طويلة بعدما لم تعد الخدمة العسكرية التزاما رسميا. استغل بعض النبلاء أراضيهم على نحو مباشر من أجل الحصول على الربح، خاصة عندما كانت مساحة هذه الأرض صغيرة. فمن بين الأرستقراطيين في بروسيا، أو العدد الوافر من النبلاء في بولندا أو المجر، كان أصحاب الأراضي الصغيرة يزرعون من أجل البيع في السوق؛ إذ كانوا إما يبيعون ما يزرعونه من حبوب أو يقومون بتقطيرها من أجل صنع المشروبات الروحية، وكانوا يحرثون الحقول حاملين سيوفا خشبية للدلالة على مكانتهم. إلا أن هذا كان بدافع الحاجة، لا بناء على رغبتهم؛ فقد كان النموذج المثالي السائد للنبلاء حيازتهم لمساحات ضخمة من الأرض يزرعها مستأجرون أو عبيد، يدفعون أجورا أو رسوما، أو يعملون في خدمة سيدهم أو وكيله الذي يعيش داخل قلعة أو منزل ريفي فخم لدرجة تعكس ثروة التملك وهيبة السيادة. كان الأغنياء الطامحون في الحصول على مكانة النبلاء في كل مكان يعلمون أنهم، عاجلا أم آجلا، لا بد لهم من استثمار ثروتهم في الأراضي ونمط الحياة المصاحب لها. مع هذا كان النبلاء الفقراء فقط هم من يقضون معظم وقتهم في الريف؛ فقد حرر الاعتماد على الإيجارات نظراءهم الأغنياء من الإشراف اليومي على ما يملكونه من أراض، وعلى أي حال كانت عادة الأراضي، التي يملكها أكثرهم ثراء، متفرقة على نطاق واسع. وقد كان التغيب عن أراضيهم - وهو الأمر الذي طالما ازدراه المؤرخون واعتبروه علامة على عدم اكتراثهم بمصادر ثروتهم - أمرا حتميا لأي إنسان لديه ممتلكات ومنازل ريفية في العديد من المقاطعات أو الإمارات. على أي حال لم يستطع إلا عدد قليل من النبلاء الأغنياء مقاومة المغريات الاجتماعية والعصرية لحياة المدينة؛ فاشتهرت العائلات الأرستقراطية في إسبانيا أو إيطاليا بأنها قلما كانت تزور ممتلكاتها في الريف، وهذا عندما يكون الطقس طيبا. كما أن المهام التي كانت توكل إلى الموظفين الحكوميين، سواء الجنود أو القضاة أو البيروقراطيون، دفعتهم إلى الابتعاد عن أراضيهم لفترات طويلة. وأحد أسباب انتشار ثورات العبيد خلال العقد الأول من حكم كاثرين الثانية في روسيا هو ظهور النبلاء مرة أخرى في الريف عقب تحررهم من الخدمة الإجبارية في عام 1762م واعتزامهم استغلال العبيد على نحو أكثر منهجية؛ وعليه، من الواضح بالتأكيد أن التغيب عن الممتلكات قد يكون - في بعض الحالات - أمرا حميدا. إلا أن الأهمية السياسية للسادة الكبار قضت بأن يقضوا معظم وقتهم في البلاط والعواصم، بصرف النظر عن كبر حجم المنازل الريفية التي بنوها وزخرفوها من أجل ممارسة سلطتهم في الريف الذي يمدهم بدخلهم الأساسي.
بالإضافة إلى هذا لم تكن الزراعة المصدر الوحيد للعائدات من الأراضي؛ ففي المنطقة المحيطة بالمدن الآخذة في الاتساع، أمكن لملاك الأرض تشييد مبان على حقولهم وتأجيرها مقابل مبالغ طائلة. لقد كون هذا ثروات أسر الدوقات في بريطانيا - أسرة بيدفورد وأسرة وستمنستر - التي حصلت على المال من توسع مدينة لندن جهة الغرب. كذلك من الأمور المربحة، التي ظهرت في الضواحي الأبعد، الرواسب المعدنية، خاصة عندما زاد الطلب في أوائل فترة التحول إلى التصنيع؛ فقد حقق تعدين الفحم ثروة لا توصف لدوق دي كروي في فرنسا في القرن الثامن عشر، أو لدوق بريدجووتر في إنجلترا؛ فقد أدى بيع بريدجووتر للفحم الذي يتم العثور عليه إلى مدينة مانشستر القريبة إلى بناء القنوات. وفي القرن التالي ساعد تصدير الفحم عبر الميناء الذي بناه مركيز بوت في كارديف في جعله أغنى رجل في بريطانيا العظمى. من ناحية أخرى، في كثير من أجزاء القارة الأوروبية، أعاقت حقيقة أن ثروات باطن الأرض لا تزال تحت نطاق السيطرة الملكية محاولات النبلاء استغلال فرصة امتلاك أراض غنية بالثروة المعدنية.
لكن لم تكن الأرض قط في أعين الأرستقراطيين مجرد مصدر للدخل؛ فقد كانت تعني السيادة أيضا، بعدما بليت الرابطة الإقطاعية التي انبثقت منها هذه العلاقة المتبادلة بوقت طويل. سيطر ملاك الأراضي الكبار على المجتمع في أحيائهم، ومارسوا حقوقهم الإقطاعية المتبقية بوصفهم سادة الضيعات، في ظل وجود حاشيتهم لتطبيق هذه الحقوق. وقد أولوا اهتماما كبيرا للإحسان والحماية اللذين يوفرونهما لمستأجريهم الخاضعين. ومع هذا أمام كل حالة يؤسس فيها منزل للفقراء وتوفر سبل التسلية للتابعين، يمكن العثور على أمثلة على نقل قرى بأكملها من أجل إفساح المجال لإقامة متنزهات، أو على تدمير الصيادين لحقول بأكملها، أو على انتزاع رسوم وخدمات إلى أقصى حد، بل وحتى أكثر من هذا. لكن، سواء أكان هذا من قبيل السخاء أو الجشع، فإن جميع هذه الحالات تظهر السلطة غير القابلة للطعن التي ظلت مصاحبة لملكية الأراضي حتى العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر، وفي كثير من الأحيان إلى ما بعد ذلك. (2) وقت الفراغ
يقدر الأرستقراطيون وقت الفراغ؛ فقد تعلموا من التعليم الكلاسيكي احترام اعتزاز النبلاء الرومان بالراحة والدعة كهدف سام، في مقابل المعاناة والمشقة، أو ببساطة العمل. لقد كان وقت الفراغ مطلبا أساسيا للأرستقراطيين؛ حتى يستطيعوا القيام بالأشياء الأخرى المتوقعة منهم. وقد اشتمل هذا على سبل للترفيه عن أنفسهم، صدر عن كثير منها هوايات وأنشطة أكثر جدية يمارسها النبلاء.
كان القتل دوما إحدى الطرق المفضلة لدى النبلاء لقضاء الوقت. فحتى في وقت السلم يخاطر الفرسان بحياتهم في المبارزة بالرماح. كما ظلت المبارزة بالسيوف تعد أحد إنجازات النبالة الأساسية حتى وقت متأخر من القرن التاسع عشر؛ حيث كانت تستخدم المبارزات في الدفاع عن الشرف. وعندما أصبحت الأسلحة النارية أمرا واقعيا، أضحت الرماية سمة مميزة أخرى للنبلاء، تجدي نفعا في المبارزات لكنها استخدمت في الأساس مع الطيور والحيوانات الضارة للمزارعين، لكن زادت تربيتها أو سمح لها بالتكاثر لمجرد أن يطلق النبلاء النار عليها. وقبل هذا وذاك كان هناك الصيد الذي كان بمنزلة التدريب الأمثل للحروب التي يمتطي فيها المقاتلون الخيل، لكنه كان أيضا يصقل مهارات ركوب الخيل في عصور لم تكن ثمة وسيلة مواصلات أسرع من الحصان. تمتع جميع النبلاء بالقدرة على امتطاء الخيول، وكانت هيبتهم تتجلى في نوعية الخيل التي يركبونها ومدى براعتهم في امتطائها. وعندما أراد البرلمان الأيرلندي البروتستانتي في القرن الثامن عشر تدمير سلطة طبقة الأعيان الكاثوليك، منعوا أي كاثوليكي من امتلاك حصان تزيد قيمته على خمسة جنيهات. كانت الغزلان الفريسة الأساسية للصيادين، بجانب الذئاب في العصور القديمة والثعالب حديثا، عندما أدى صيد الحيوانات الأكثر وحشية إلى انقراضها. أظهر الناس عواطف جياشة تجاه الصيد، وكان السادة الأكثر ثراء يمتلكون إسطبلات كبيرة ويربون بعناية مجموعات من كلاب الصيد. وفي حين خصصت مساحات شاسعة من الغابات من أجل رفاهيتهم، فإنهم في حماس المطاردة لم يكترثوا باجتياح الحقول المزروعة أو بالدمار الذي قد يلحقونه بممتلكات غيرهم. وبالنسبة إلى الطموحين اجتماعيا كانت هذه المطاردات باستخدام كلاب الصيد إحدى الطرق المهمة لاندماجهم في المجتمع الأرستقراطي.
يمكن أيضا إقامة سباقات بين الخيول، وفي الثقافة الأرستقراطية كانت الخيول الأصيلة تقريبا في نفس أهمية رياضات الصيد. كان النبلاء الأكثر ثراء يربون خيول السباق، وأصبحت اللقاءات في السباق أماكن مهمة للتواصل الاجتماعي، بل وأيضا لإجراء مناقشات في الشئون العامة. وما زالت أندية الجوكي التي استمرت في السيطرة على سباقات الخيل أحد آخر معاقل الحصرية الأرستقراطية. نادرا ما كان النبلاء يشاركون في المنافسة، عدا طبقة الأعيان الصغيرة في المناسبات المحلية، لكنهم كانوا يتصدرون المراهنة على النتائج؛ فقد كانت المقامرة تتماشى مع الغريزة الأرستقراطية؛ بما فيها من شجاعة ومخاطرة ومجد ونجاح دون عناء أو مبالاة بالخسارة. ولم يكن هذا قاصرا على حلبة السباق فحسب؛ ففي بداية العصر الحديث، جعلت الليالي الطويلة المملة في القصور الواسعة لعب الورق أسلوبا عاما لقضاء وقت الفراغ، وفي أعلى المستويات كان يراهن على مبالغ طائلة من المال. ظهرت كثير من القصص عن ثروات ومواريث ضاعت في لعب الورق؛ فقد كان دفع الأموال مسألة تتعلق بالشرف. وكما يحدث دوما، فإن مثل هذه الحالات الشهيرة تهدف إلى التأثير في المشاعر أكثر من كونها تعبر عن الواقع. فلو لم تكن هذه القصص كذلك، لكانت دمرت طبقات كاملة من النبلاء. لقد كانت مجرد تحذيرات دورية لما يمكن أن تؤدي إليه المزاولة المفرطة للهوايات الرائجة.
بينما كان الصيد والرماية إلى حد كبير حكرا على الرجال، كانت النساء يزاولن لعب الورق بنفس حماسة الرجال. كذلك كان الرجال والنساء يتشاركون بالمثل في تذوقهم الأرستقراطي للفن المسرحي؛ فكانت العروض المسرحية جزءا أساسيا في تعليم النخبة من الجنسين منذ أواخر القرن السادس عشر، وكانت المسارح العامة، التي نشأت أثناء هذا الوقت تقريبا، بمنزلة أماكن يأتي إليها الأشخاص العصريون للقاء بعضهم البعض تماما كما يأتون لمشاهدة العرض. وعندما قام الثوريون الفرنسيون بنفي النبلاء، شارف المسرح الباريسي على الانهيار. وحتى أواخر القرن الثامن عشر كانت معظم المسرحيات الناجحة تدور حول أفعال شخصيات نبيلة وما تتعرض له من مآزق، كما أن العروض المسرحية غير المحترفة، مثل العروض التي قامت على أساس جزء كبير من رواية «حديقة مانسفيلد» للكاتبة جين أوستن، بدلا من لعب الورق الذي لا نهاية له؛ كانت شائعة بين سكان المنازل الريفية طوال القرن الثامن عشر. أما الرقص بوصفه إنجازا أرستقراطيا للجنسين فتاريخه أطول من ذلك، وكان من المتوقع دوما من النساء أن يكتسبن مهارات موسيقية أولية على الأقل.
ظهر كثير من إنجازات الأرستقراطيين وسبل تسليتهم داخل المنزل منذ أواخر القرن السابع عشر في المنتجعات. لقد أعطت المياه المعدنية لبلدة صغيرة في أبرشية مدينة لييج هذا الاسم العام للمنتجعات الصحية التي بها ينابيع مياه علاجية في جميع أنحاء أوروبا، وفي هذه المنتجعات اعتاد أفراد المجتمع العصري، الذين لم يكن جميعهم يعانون من المرض، على الالتقاء هناك. إن منتجع بادن-بادن في ألمانيا، ومنتجع بانيير أو بلومبيير في فرنسا، وفوق كل هذا منتجع مدينة باث في إنجلترا - أكبر منتجع في أوروبا في أواخر القرن الثامن عشر - أصبحت جميعها مراكز للطبقات الراقية، شعر كل من يدعي انتماءه لطبقة النبلاء بضرورة التردد عليها. واستمتع هؤلاء الزوار المتميزون، داخل مساكن أنيقة، بحلقة منتظمة من التواصل الاجتماعي المهذب بمنأى عن الهوايات العنيفة التي مارسها أجدادهم (المزعومون) في العصور الوسطى. وكان القاسم المشترك بينهم عزمهم على التفاخر برتبتهم. (3) المظهر
تدعو الأرستقراطية للفخر، فلا بد للتميز أن يظهر نفسه ويبهر الناظرين. بدأت أقدم علامة على تميز النبلاء - شعار النبالة - كوسيلة لتحديد هويتهم في أرض المعركة، لكنها أصبحت رمزا للتزيين يوضع على كل شيء له أهمية: المباني والعربات وأزياء الخدم الرسمية، والكتب وورق كتابة الملاحظات وأختام التوقيع والمقابر. نشأ علم سري كامل للأنساب حول هذا الأمر. فضل النبلاء أيضا الأسماء المعقدة، وكانوا ينطقونها أحيانا بطرق غير متوقعة من أجل إرباك الأقل منهم مكانة غير الواعين بالنطق الصحيح لتلك الأسماء، مثل تشوملي التي تكتب تشولموندلي، وبروي التي تكتب بروجلي، وكاستري التي تكتب كاستريز. والأقل وضوحا من هذا كان سعي الأرستقراطيين دوما إلى ارتداء ملابس مميزة، اعتقادا منهم أن أعضاء مجلس الشيوخ الرومان كانوا يرتدون أثوابا فضفاضة وأحذية خاصة. وفي القرنين الخامس عشر والسادس عشر حاولت قوانين تحديد الإنفاق في كثير من الدول منع عامة الشعب من ارتداء الأثواب الباهظة الثمن التي جرى الاعتقاد بأنها مناسبة للنبلاء، لكن كثيرا من عامة الشعب الأغنياء كان بإمكانهم شراؤها، في حين لم يستطع كثير جدا من النبلاء ذلك. أما النبلاء الذين كانت لديهم الإمكانيات المادية، فقد بحثوا عن طرق تجعل مظهرهم مختلفا عن غيرهم؛ سواء بشكل ظاهر، عن طريق حمل السيوف طوال الوقت أو ارتداء رتبهم أو الأوسمة أو المجوهرات، أو بطريقة أقل ظهورا عن طريق اختيار نوع القماش أو طريقة التصميم. وفي فرنسا ظلت موضة النعال الحمراء في بلاط لويس الرابع عشر تشير إلى النبلاء لأجيال بعد اختفاء هذه الموضة.
صفحة غير معروفة