ابن عبد الله بن نمير، عن أبيه، وأخرجه الترمذي، والنسائي، من طرق كلها ترجع إلى عكرمة بن خالد، فوقع لنا موافقة، والله أعلم.
الحديث العاشر من ((كتاب الأربعين))
جمع الإمام الحافظ شيخ العراق، وبقية حفاظ الآفاق أبي الحسن علي بن عمر بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار بن عبد الله الدارقطني، شيخ وقته، وأوحد عصره، وواحد دهره، في علم العلل، وجمع المؤتلف والمختلف، والأطراف، وطرق الاختلاف، وعلم النحو والعربية، جمع كتاب السنن، وذكر علل الحديث، وبين الغريب، وميز الصحيح من السقيم. وشهد له أهل زمانه، والعلماء من أقرانه بالحفظ والإتقان، مع صحة الاعتقاد، وجودة الانتقاد. وقرأ الفقه في أول عمره على أبي سعيد الإصطخري، أو على بعض أصحابه. ورحل من بغداد بعد أن علت سنه إلى البصرة، والكوفة، والشام، ومصر. واستفاد منه الحفاظ من أهل الشام ومصر. واقتدى به في تصانيفه أبو محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ، وتخرج به، وأحسن الثناء عليه. وسمع بالعراق أبا القاسم البغوي، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن هارون الحضرمي، وعبد الله بن سليمان بن الأشعث، وخلقا سوى هؤلاء. روى عنه من الأيمة أبو عبد الله الحاكم النيسابوري، صاحب كتاب المستدرك، والتاريخ، وأبو نعيم الأصبهاني وأبو بكر البرقاني، وحمزة بن يوسف السهمي وغيرهم. وجمع الغرائب وتكلم عليها في مائة جزء، وكتاب العلل في أربع مجلدات كبار . وجمع هذه الأربعين على شرط الشيخين البخاري ومسلم -رحمهما
صفحة ٨٣