281

الاربعون حديثا

تصانيف

صورة الميتة تأكله كلاب جهنم ايضا . هناك في عالم الآخرة ان الصورة تابعة للحيثيات التي توجد في الفاعل فيمكن ان تكون لموجود واحد صور مختلفة . كما هو مقرر في محله العلوم الفلسفية والعرفانية .

وعن عقاب الاعمال بإسناده ... عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث : «... ومن مشى في غيبة اخيه وكشف عورته كانت اول خطوة خطاها وضعها في جهنم وكشف الله عورته على رؤوس الخلائق» (1) .

هذا وضعه يوم القيامة وفي جهنم حيث يفضحه الله تعالى بين الناس وأمام الملكوتيين .

وفي وسائل الشيعة عن الامام الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام في حديث المناهي ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .... ونهى عن الغيبة وقال : «من اغتاب امرء مسلما بطل صومه ونقض وضوءه وجاء يوم القيامة يفوح من فيه رائحة انتن من الجيفة يتأذى به أهل الموقف وإن مات قبل ان يتوب مات مستحلا لما حرم الله عز وجل» (2) .

وهذا حاله قبل وروده على نار جهنم حيث يكون أمره مفضوحا على رؤوس الأشهاد ويعتبر من الكفار ، لأن المستحل لما حرمه الله يكون كافرا ، وتكون نهاية المغتاب يوم القيامة حسب هذه الرواية تضاهي نهاية الكافر لأنهما يستحلان ما حرمه الله .

وروي ايضا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بيان حال المغتاب في البرزخ الرواية التالية : «عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : مررت ليلة اسري بي على قوم يخمشون وجوههم بأظافيرهم ، فقلت : يا جبرئيل! من هؤلاء ؟ قال هؤلاء الذين يغتابون الناس ويقعون في اعراضهم» (3) . فتبين ان المغتاب مفضوح في عالم البرزخ وعلى استحياء امام اهل المحشر يوم الوقوف بين يدي رب العالمين ، وفي حال من الذل والمسكنة عندما يزج به في نار جهنم ، بل ان بعض مراتب الغيبة يدفع بصاحبها على الفضيحة في هذا العالم ايضا .

ففي اصول الكافي عن اسحاق بن عمار قال : «سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا معشر من أسلم بلسانه ولم يخلص الايمان الى قلبه لا تذموا الاربعون حديثا :286

صفحة ٢٨٥