الاربعون حديثا :281
الشرح :
الغيبة كما في اللغة مصدر «غاب» ، واسم مصدر ل «اغتياب» . قال الجوهري : «اغتابه اغتيابا ذا وقع فيه ، والاسم الغيبة ، وهو ان يتكلم خلف انسان مستور بما يغمه لو سمعه ، فإن كان صدقا سمي غيبة ، وان كان كذبا سمي بهتانا . انتهى» (1) .
قال المحقق المحدث المجلسي عليه الرحمة : هذا بحسب اللغة (2) انتهى . ولكن يبدو بان صاحب الصحاح الجوهري ذكر المعنى الاصطلاحي لا اللغوي . لأن المعنى اللغوي ل غاب واغتاب وجميع مشتقاته ليس بذلك . وانما هو معنى اعم من ذلك ، وقد يكتب اللغويون المعنى الاصطلاحي او الشرعي للكلمة في كتبهم . وينقل عن صاحب القاموس ان غاب بمعنى عاب . وعن المصباح المنير : «اغتابه اذا ذكره بما يكرهه من العيوب وهو حق» .
وحسب اعتقاد الكاتب ان هذه المعاني المذكورة لا تمت الى المعنى اللغوي بشيء ، بل في كل منها قيود تداخلت مع المعنى المصطلح . وعلى اي حال لا جدوى في البحث عن المعنى اللغوي ، فإن المهم هو الوصول الى الموضوع الشرعي الذي اصبح متعلقا للتكليف الشرعي الحرمة . وحسب الظاهر يكون لهذا الموضوع الغيبة قيود شرعية لا يرقى اليها الفهم العرفي والمعنى اللغوي . ونتطرق للبحث في ذلك بعد قليل .
والأكلة كفرحة ، داء في العضو يأتكل منه كما في القاموس وغيره وقد يقرء بمد الهمزة على وزن فاعلة اي العلة التي تأكل اللحم والاول اوفق باللغة كذا قال المجلسي (3) .
وعلى اي حال فالمقصود هو ان مرض الأكلة عندما يحل في العضو وخاصة الاعضاء اللطيفة من الجسم مثل الباطن منه يأكله بسرعة ويقضي عليه ، كذلك الغيبة تأكل دين الانسان الاربعون حديثا :282
صفحة ٢٨١