هذا حديث متفق على صحته، وثق به من رواية أبي عبد الله محمد بن المنكدر، عن أبي عبد الله بعمرو بن الزبير بن العوام، عن خالته أم عبد الله عائشة أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق قد تقدم ذكر نسب أبيها رضي الله عنهما، أمها أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينه بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنيم بن مالك بن كنانة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة بسنتين، وقيل بثلاث سنين، وهي بنت ست سنين، وقيل سبع سنين وابتنى بها بالمدينة، وهي ابنة تسع وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأى عائشة في المنام في سرقة من حرير متوفى خديجة رضي الله عنها، فقال إن يكن هذا من عند الله يمضه، فتزوجها بعد موت خديجة بثلاث سنين، وأعرس بها بالمدينة في شوال على رأس ثمانية عشر شهرا من مهاجره إلى المدينة فكان نكاحه صلى الله عليه وسلم لعائشة في شوال وابتناؤه بها في شوال، وكانت تحب أن يدخل النساء من أهلها , وأحبتها في شوال على أزواجهن، وتقول هل كان في نسائه أحظى مني، وقد نكحني، وابتنى بي في شوال (ق41ب)
وتوفي صلى الله عليه وسلم عنها وهي بنت ثمانية عشر سنة فكان مكثها معه تسع سنين لم ينكح بكرا غيرها، واستأذنته في الكنية، فقال اكتني بابنك عبد الله بن الزبير يعني ابن أختها أسماء، سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحب إليك، قال عائشة، قيل: ومن الرجال؟ قال أبوها، وقال عليه السلام فصل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ، وقال عروة بن الزبير: ما رأيت أحدا أعلم بفقه، ولا بطب، ولا بشعر من عائشة.
وقال مسروق: رأيت مشيخة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض، وكان إذا حدث عنها يقول: حدثتني الصادقة بنت الصديق البرية المرأة بكذا أو كذا.
وقال الزهري: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواج النبي عليه السلام ورضي عنهم لكان علم عائشة أفضل.
توفيت سنة سبع وخمسين، وقيل سنة ثمان وخمسين ليلة الثلاثاء لتسع عشرة خلت من رمضان، وأمرت أن تدفن ليلا، فدفنت بعد الوتر، بالبقيع وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه.
صفحة ١٣