الباب السادس عشر: في ترك الدنيا وحطامها، والاكتفاء بما حل
منها وإن قل دون الكثير من حرامها، وطلب ما خلق من اللباس وبذاذته دون طيب العيش ولذاذته اقتداء بما حدثناه أبو بكر أحمد بن محمد [بن أحمد] بن الحارث الأصبهاني نزيل نيسابور بها سنة تسع وأربعمائة أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان أخبرنا عبد الله بن قحطبة أخبرنا عبد الله بن معاوية أخبرنا ثابت بن يزيد عن هلال عن عكرمة عن ابن عباس قال: دخل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو على حصير قد أثر في جنبه فقال: لو اتخذت يا رسول الله فراشا أوثر من هذا.
فقال:
((يا عمر ما لي وللدنيا -أو ما للدنيا ولي- إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ثم راح وتركها)).
صفحة ٢٠٢