434- وجهزه أبو بكر رضي الله عنه إلى قتال الروم بالشام، ثم عزله وأمر خالد بن الوليد لخبرته بالحروب، وشجاعته المشهورة، فلما ولي عمر رضي الله عنه أعاد أبا عبيدة، فكان رأس الإسلام في وقعة اليرموك التي استأصلت الروم. ولما قدم عمر رضي الله عنه الشام كان أبو عبيدة هو الأمير، فدخل خباءه فلم ير فيه شيئا، فقال عمر: غيرتنا الدنيا كلنا غيرك يا أبا عبيدة.
435- وفضائله ومناقبه كثيرة جدا، وكانت وفاته بطاعون عمواس سنة ثمان عشرة، وله ثمان وخمسون سنة رضي الله عنه.
فصل
436- هذا الحديث أحد الأحاديث الكثيرة المفيدة للقطع بمجموعها أن الدجال خارج في هذه الأمة، أعاذنا الله من فتنته، وأنه شخص بعينه، ابتلى الله به عباده، وأقدره على أشياء من مقدورات الله تعالى، من إحياء الميت الذي يقتله، واتباع كنوز الأرض له، والقدرة على زهرة الحياة الدنيا، وعلى إنزال المطر، واستصحاب الجنة والنار، وإن كان كل منهما على خلاف حقيقته كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، إلى غير ذلك من أسباب الفتن التي يرتاب بها من لا ثبات لإيمانه من رعاع الناس وعوامهم، ويثبت الله من سبقت له منه السعادة إلى أن يقتله عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام.
صفحة ٤١٦