جامع الدروس العربية
الناشر
المكتبة العصرية
رقم الإصدار
الثامنة والعشرون
سنة النشر
١٤١٤ هـ - ١٩٩٣ م
مكان النشر
صيدا - بيروت
تصانيف
(١) افعال القلوب
أفعال القلوب المتعدية إلى مفعولين هي "رأى وعلم ودرى ووَجدَ وألفى وتعلَمْ وظنَّ وخالَ وحسبَ وجعل وحَجا وعدَّ وزَعمَ وهَبْ".
(وسميت هذه الافعلا "أفعال القلوب"، لانها ادراك بالحس الباطن، فمعانيها قائمة بالقلب. وليس كل فعل قلبي ينصب مفعولين. بل منه ما ينصب مفعولا واحدًا كعرف وفهم. ومنه ما هو لازم كحزن وجبن) .
ولا يجوزُ في هذه الأفعال أن يُحذَفَ مفْعولاها أو أحدُهما اقتصارًا (أي بلا دليل) . ويجوز سُقوطهما، أو سقوطُ أحدهما، اختصارًا (أي لدليل يَدُل على المحذوف) .
فسقوطهما معًا لدليل، كأنْ يُقالَ "هل ظننتَ خالدًا مُسافرًا؟ " فتقولُ "ظننتُ" أي "ظننتُهُ مُسافرًا"، قال تعالى "أينَ شُركائيَ الذين كنتم تزعمونَ؟ "، أي "كنتم تزعمونهم شركائي" وقال الشاعر [الكميت الأسدي - من الطويل]
بأَيِّ كِتابٍ، أَم بأَيَّةِ سُنَّةِ ... تَرى حُبَّهُمْ عارًا عليَّ، وتَحْسَبُ؟
أي "وتحسبُهُ عارًا".
وسُقوطُ أحدهما لدليلٍ، كأن يُقالَ "هل تظُنُّ أحدا مسافرا؟ "، فتقولُ "أظُنُّ خالدا"، أي "أظُنُّ خالدا مسافِرا؟ "، ومنه قولُ عنترةَ [من الكامل]
وَلَقَدْ نَزَلتِ، فَلا تَظُني غَيْرَهُ، ... مِنَِّي بِمَنْزِلةِ المُحَبِّ المُكْرَم
أي "نزلتِ مني منزلةَ المحبوب المُكرَمِ، فلا تظني غيره واقعًا".
ومما جاء فيه حذفُ المفعولين لدليل قولُهم "مَنْ يسمع يَخَلْ" أي "يخَل ما يسمعُه حقًا".
1 / 36