إن ما تحرمني الشيخوخة منه - إذا شئت أن تعلمه - هو ما تحرم منه جميع الذين يمسهم سوءها، تصرف عني عين الرضى من التي هي نعيم البشر والآلهة، أجل، إن هذه لم تخصني بحظوة عظيمة، بيد أنها أنعمت علي لحبي إياها برؤية جمال الأشياء، والتمتع بالملاذ الوحيدة التي تجعل حمل الحياة في الطاقة البشرية، ولكن هذه الآلهة، وا أسفي! لا تعرف الشيوخ. ***
للمتوحشين عادة لا أستنكرها، وهي أنهم يصعدون شيوخ القبيلة إلى شجرة، ثم يهزون بجزعها، فمن لم يجد منهم قوة على الاستمساك بغصنه فسقط، قتلوه. ***
يشكرون الله على أنه خلق هذه الدنيا، ثم يشكرونه على أنه خلق الدنيا الآخرة التي ترد فيها مظالم تلك وتصلح مساويها. ***
إن المبادئ الاجتماعية لأسرع تبدلا من آراء الفلاسفة، كذلك هي لا تقوم على أساس مكين، فلا يكاد الفكر يلامسها حتى ينقض بنيانها. ***
يتبادل البشر القبلات من عهد بعيد جدا، فيا للعجب ألا يزال أيضا في الحب أسرار مجهولة، والعشاق يعلمون من ذلك أكثر مما يعلم المنجمون. ***
كل ما تدركه الحواس ممقوت، في أصغر حبة رمل خطر عظيم، كل شيء يغوينا، وليست المرأة إلا مجموعة كل الغوايات المبددة في النسيم الخفيف، والأرض المزهرة والمياه الصافية، طوبى لمن كانت نفسه إناء مختوما! طوبى لمن قدر على أن يخرس لسانه، ويعمي عينيه، ويصم أذنيه، فلا يعرف من الدنيا شيئا ليصل إلى معرفة الله. ***
لينظر جبابرة الأرض إلى مواطئ أقدامهم، لينظروا إلى الشعوب التي يقهرونها والمبادئ التي يزدرونها، فإن من ثمة سوف تخرج القوة التي تصرعهم. ***
تتعاون الشعوب القوية على إقرار النظام وإنماء الثروة في العالم، أما الشعوب الضعيفة، كالترك والصين، فهي علة دائمة للقلاقل والشرور. ***
إن الأدلة على حرية الإنسان قليلة جدا؛ حتى إني لتأخذني الرجفة كلما فكرت في الأحكام التي يعاقب بها القضاء على أعمال يغيب عنا مبدؤها وسياقها وسببها على السواء، وليس للإرادة فيها نصيب يذكر، بل يأتيها المرء أحيانا دون معرفة. ***
ماذا يجدي أن العدل في القوانين إذا لم يكن في القلوب؟ وإذا كانت القلوب مؤذية فهل يجدي أن العدل في القانون؟! لا تقولوا: «نسن شرائع عادلة ونعطي كل واحد حقه.» فلا رجل عادل، ولسنا نعلم ما ينفع الناس؛ نحن نجهل على السواء ما هو حسن لهم، وما هو سيئ، وكل مرة أحب فيها الأمراء ورءوس الجمهورية العدل كانوا سببا في هلاك كثير من الناس.
صفحة غير معروفة