إن المعارضة شر مدرسة يتعلم فيها رجال الحكم كيف يحكمون؛ لهذا نرى عقلاء الساسة الذين بلغوا إلى المناصب العالية من سبيل المعارضة يعنون في حكمهم باتباع نقيض القواعد التي كانوا يجاهرون بها من قبل، فإن الضرورات التي خضع لها السلف تسيطر على الخلف أيضا، ولا يأتي هؤلاء بجديد إلا قلة خبرتهم. ***
ليس النظام العام إلا تعديا منظما. ***
إن سياسة الاستعمار هي أحدث مظاهر البربرية، أو إذا شئت فهي حد المدنية الأخير، لا أفرق بين هذين اللفظين؛ لأن مدلولهما واحد، وليس ما يسميه الناس مدنية إلا عادات العصر الحاضر وآدابه، وما يسمونه بربرية هي أحوال العصور الغابرة، فالعادات الحاضرة سوف تدعى بربرية متى أصبحت عادات الماضي.
لا مناص الآن من الإقرار بأن من عاداتنا وآدابنا أن تقضي الشعوب القوية على الشعوب الضعيفة، وهذا أصل في الشرائع الدولية، وأساس في السياسة الاستعمارية، ولكن لننظر هل كان في الفتوح البعيدة منافع للأمم؟ لا أرى ذلك، ماذا أفادت إسبانيا من المكسيك والبيرو؟ وماذا أفادت البرتغال من البرازيل؟ وماذا أفادت هولاندة من بتافيا؟
إن المستعمرات على أنواع؛ فمستعمرات تستقبل مساكين الأوروبيين بأرض قفر جدباء، ترعى العهد وتظل على الولاء ما كانت فقيرة، فإذا أثرت انفصلت عن قاعدة المملكة واستقلت بأمورها، ومستعمرات لا تصلح للسكن، ولكن تؤخذ منها مواد أولية، وتحمل إليها سلع جاهزة، فبديهي أن هذه لا تغني حاكميها، بل المتاجرين فيها، وهي إلا ما ندر لا تساوي ما تكلفه، ثم لا تفتأ تعرض الحكومة المستعمرة للنكبات الحربية. ***
ليست حياة الشعوب إلا سلسلة من المكاره والجرائم والحماقات. ***
كلما تقدمت في السن ازداد يقيني بأنه لا يوجد مجرمون، ولا يوجد إلا بؤساء مساكين. ***
الحماقة هي قابلية السعادة، فيها الرضى الكلي، وهو رأس الخيرات في مجتمع متمدن. ***
خير لك أن تكون أحمق مثل كل الناس من أن يكون لك عقل ليس كعقل أحد. ***
كان لا يؤمن بحسن أثر العقوبات في النفوس، يائسا من جعل السجن مدرسة فضيلة، لا يرى في تعذيب الخلق إصلاحا لهم، فكان يكفي أولئك المساكين مضاضة الآلام ما وجد إليه سبيلا. ***
صفحة غير معروفة