ينبغي أن يتولد الشعر من الحياة بلا كلفة، كما تخرج الشجرة والزهرة والثمرة من بطن الأرض تحت عين السماء. ***
إذا حسبنا أن كاتبا يسرق معاني لنا، فلننظر قبل أن ننادي بالويل إذا كانت هذه المعاني على الحقيقة لنا، لست أعني مؤلفا بعينه، ولكني لا أحب الضجيج الذي لا طائل تحته.
أما من كان كل همه الأدب والفن، فلا يعبأ بهذه الأمور قط، علما بأنه ليس لرجل أن يدعي التفكير في شيء لم يفكر فيه أحد قبله، وبأن المعاني مشاعة بين الناس، لا يصح لمفكر أن يقول: «هذا المعنى لي.» إلا كما كان يقول الأولاد المساكين الذين حدث عنهم بسكال: «هذا الكلب لي.» وبأنه لا قيمة للمعنى إلا بالصورة التي أفرغ فيها، وبأن وضع المعنى القديم في صورة جديدة هو جماع الفن، بل الإبداع الوحيد الذي أوتيه الإنسان. ***
امرأة بلا صدر فراش بلا مخدة. ***
لا عزيز إلا ما تخشى ضياعه. ***
نحن مدينون للذين حاربوا الأوهام والتقاليد، لكن الثناء عليهم أيسر من الاقتداء بهم، لا تفتأ التقاليد في حركة مستمرة، تجتمع وتتبدد كالغيوم، وهي بطبيعتها جليلة، ثم تبدو بغيضة، أما الذين لا يؤمنون بخرافة عصرهم، بل ينظرون محدقين فيما لا يجرؤ العامة على النظر فيه، فهم نفر قليل. ***
لا يجيد المرء الحديث عمن يحب إلا متى فقده، وما فن الشاعر إلا جمع الذكريات ومناداة الأخيلة. ***
كل الترقيات بطيئة مشكوك فيها، قد تتبعها حركات رجعية، وهو الأغلب. إن السير إلى نظام أفضل من النظام الحاضر محفوف بالريب والعقبات؛ لأن القوى الكثيرة العظيمة التي تقيد الإنسان بماضيه تحبب إليه ضلالات هذا الماضي وأوهامه وخرافاته وفظاعاته، كأنما هي ضمانات ثمينة للأمان والسلامة. يهول المرء كل جديد نافع، فهو مقلد حذرا من سوء العقبى، لا يجرؤ على الخروج من الكنف المتداعي الذي أوى إليه آباؤه، والذي يهم أن ينقض عليه. ***
إن الوعود تكلف أقل من الهدايا، لكنها تساوي أكثر، ولن يعطي امرؤ قط بقدر ما يعطي من آمال. ***
لكل صورة شعرية معان عدة، فأي معنى وجدته كان عندك معناها الحقيقي. ***
صفحة غير معروفة