آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها

الفارابي ت. 339 هجري
121

آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها

تصانيف

يهلكون وينحلون أيضا مثل أهل الجاهلة. وكذلك كل من عدل عن السعادة بسهو وغلط .

وأما المضطرون والمقهورون ، من أهل المدينة الفاضلة ، على أفعال الجاهلية ، فإن المقهور على فعل شيء ، لما كان يتأذى بما يفعله من ذلك ، صارت مواظبته على ما قسر عليه لا تكسبه هيئة نفسانية مضادة للهيئات الفاضلة ، فتكدر عليه تلك الحال حتى تصير منزلته منزلة أهل المدن الفاسقة ، فلذلك لا تضره الأفعال التي أكره عليها ، وانما ينال الفاضل ذلك متى كان المتسلط عليه أحد أهل المدن المضادة للمدينة الفاضلة ، واضطر إلى أن يسكن في مساكن المضادين .

صفحة ١٤١