آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها

الفارابي ت. 339 هجري
105

آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها

تصانيف

أحدها أن يكون حكيما .

والثاني أن يكون عالما حافظا للشرائع والسنن والسير التي دبرها الأولون للمدينة ، محتذيا بأفعاله كلها حذو تلك بتمامها .

والثالث أن يكون له جودة استنباط فيما لا يحفظ عن السلف فيه شريعة ، ويكون فيما يستنبطه من ذلك محتذيا حذو الأئمة الأولين .

والرابع أن يكون له جودة روية وقوة استنباط لما سبيله أن يعرف في وقت من الأوقات الحاضرة من الأمور والحوادث التي تحدث مما ليس سبيلها أن يسير فيه الأولون ، ويكون متحريا بما يستنبطه من ذلك صلاح حال المدينة .

والخامس أن يكون له جودة ارشاد بالقول إلى شرائع الأولين ، وإلى التي استنبط بعدهم مما احتذى فيه حذوهم .

والسادس أن يكون له جودة ثبات ببدنه في مباشرة أعمال الحرب ، وذلك أن يكون معه الصناعة الحربية الخادمة والرئيسة .

فإذا لم يوجد انسان واحد اجتمعت فيه هذه الشرائط ولكن وجد اثنان ، أحدهما حكيم ، والثاني فيه الشرائط الباقية ، كانا هما

صفحة ١٢٥