402

الرحيق المختوم

الناشر

دار الهلال

الإصدار

الأولى

مكان النشر

بيروت (نفس طبعة وترقيم دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع)

تصانيف

أهمية في التاريخ. وليكن على ذكر من القارئ أن وفادة عامة القبائل وإن كانت بعد الفتح؛ ولكن هناك قبائل توافدت قبله أيضا:
١- وفد عبد القيس
- كانت لهذه القبيلة وفادتان: الأولى سنة خمس من الهجرة أو قبل ذلك. كان رجل منهم يقال له منقذ بن حيان، يرد المدينة بالتجارة، فلما جاء المدينة بتجارته بعد مقدم النبي ﷺ، وعلم بالإسلام أسلم وذهب بكتاب من النبي ﷺ إلى قومه فأسلموا، فتوافدوا إليه في شهر حرام في ثلاثة أو أربعة عشر رجلا، وفيها سألوا عن الإيمان وعن الأشربة، وكان كبيرهم الأشج العصري الذي قال فيه رسول الله ﷺ: «إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة» .
والوفادة الثانية كانت في سنة الوفود، وكان عددهم فيها أربعين رجلا، وكان فيهم الجارود بن العلاء العبدي، وكان نصرانيا فأسلم وحسن إسلامه «١» .
٢- وفد دوس
- كانت وفادة هذه القبيلة في أوائل سنة سبع، ورسول الله ﷺ بخيبر، وقد قدمنا حديث إسلام الطفيل بن عمرو الدوسي، وأنه أسلم ورسول الله ﷺ بمكة، ثم رجع إلى قومه، فلم يزل يدعوهم إلى الإسلام، ويبطئون عليه، حتى يئس منهم، ورجع إلى رسول الله ﷺ، فطلب منه أن يدعو على دوس، فقال: «اللهم اهد دوسا» . ثم أسلم هؤلاء، فوفد الطفيل بسبعين أو ثمانين بيتا من قومه إلى المدينة في أوائل سنة سبع ورسول الله ﷺ بخيبر فلحق به.
٣- رسول فروة بن عمرو الجذامي
- كان فروة قائدا عربيا من قواد الرومان، عاملا لهم على من يليهم من العرب، وكان منزله معان وما حوله من أرض الشام، أسلم بعدما رأى من جلاد المسلمين وشجاعتهم، وصدقهم اللقاء في معركة مؤتة سنة ٨ هـ. ولما أسلم بعث إلى رسول الله ﷺ رسولا بإسلامه، وأهدى له بغلة بيضاء، ولما علم الروم بإسلامه أخذوه فحبسوه، ثم خيروه بين الردة والموت، فاختار الموت على الردة، فصلبوه بفلسطين على ماء يقال له: عفراء، وضربوا عنقه «٢» .
٤- وفد صداء
- جاء هذا الوفد عقب انصراف رسول الله ﷺ من الجعرانة سنة ٨ هـ.
وذلك أن رسول الله ﷺ هيأ بعثا من أربعمائة من المسلمين، وأمرهم أن يطأوا ناحية من

(١) شرح صحيح مسلم للنووي ١/ ٣٣، فتح الباري ٨/ ٨٥، ٨٦.
(٢) زاد المعاد ٣/ ٤٥، تفهيم القرآن ٢/ ١٦٩.

1 / 409