6
وبعد محاولات واستعدادات انفتح فمها وقالت: الكلام بيننا. فقاطعها: لا تقولي الكلام بيننا، ويكون الكلام بين سيقان الدجاج.
فبهتت وسكتت، فقال: طيب، احكي.
فقالت: ابن جارنا البيروتي لعب بعقل الصبي، حلى في عينه عيشة بيروت، ربما راح معه.
فقهقه أبو سعيد وصاح: صدقت يا مجنونة؟ وإذا راح يرجع مثل الكلب، اتركيه يكشف بخته، متى تغرب يعرف أنه عائش بنعمة.
فتطلعت إليه أم سعيد بعينين واسعتين، فقال لها: كليني بعينيك، بومة!
7
ما عندك إلا بشائر النحس.
فنابت دموع الأم عن الكلام، وتأثر أبو سعيد أول مرة في حياته، فذهب في الكلام مذهبا آخر، وقال لزوجته بوداعة: خلينا نعيش يومين مثل الناس، نسيت قول المثل: «قلبي على ابني وقلب ابني علي الحجر»؟ الله معك، قومي غدينا.
فرضيت المسكينة وقامت، ولكنها تذكرت أن ولدها ميلاد لم يعد بعد، فاستمهلت زوجها ريثما يرجع، فأبى.
صفحة غير معروفة