السنة المطهرة إذن "وحى من الله تعالى" أنزلها على رسوله ﷺ، كما أنزل القرآن الكريم، سواء بسواء (١) بشهادة القرآن البينة، وهى أيضًا وحى بشهادة السنة نفسها، وإليك شواهد ذلك:
ب- الأدلة من السنة النبوية على أنها وحى من الله تعالى:
قوله ﷺ: "ألا إنى أوتيت القرآن ومثله معه" وقد سبق قريبًا بيان دلالته على أن السنة وحى من الله ﷿ ٠
قوله ﷺ: لما سئل فى عام جدب: سعر لنا يا رسول الله. قال: "لا يسألنى الله عن سنة أحدثتها فيكم لم يأمرنى بها، ولكن اسألوا الله من فضله" (٢) .
إن فى الحديث دلالته الصريحة فى أنه ﷺ، لا يحدث أى سنة، وإنما يبلغ عن الله تعالى، ما
أمره به ﷿. مما يدل على أن السنة المطهرة، إنما تأتيه بوحى الله سبحانه.
وقوله ﷺ: "رأيت ما تعمل أمتى بعدى فاخترت لهم الشفاعة يوم القيامة" (٣) .
_________
(١) وإن غايرت وحى القرآن الكريم بأمور إن شئت أنظرها فى: الإتقان فى علوم القرآن للسيوطى ٤/٣٣١.
(٢) أخرجه الطبرانى فى الكبير بإسناد رجاله ثقات، سوى بكر بن سهل الدمياطى فإنه ضعفه النسائى، ووثقه غيره، كذا فى مجمع الزوائد ٤/١٠٠ من حديث عبيد بن نضيلة، وللحديث شاهد عن أبى هريرة وأنس رضى الله عنهما أخرجهما أبو داود فى سننه كتاب البيوع، باب فى التسعير ٣/٢٧٢ رقمى ٣٤٥٠، ٣٤٥١، وأحمد فى المسند ٣/٨٥ عن أبى سعيد الخدرى، ورجال أحمد رجال الصحيح كما قال الهيثمى فى مجمع الزوائد ٤/٩٩.
(٣) أخرجه أبو يعلى فى مسنده ضمن مسند أم سلمة ١٢/ ٣٨٢ رقم ٦٩٤٩، وسكت عنه الهيثمى فى مجمع الزوائد ١٠/٣٧١. قلت: لكن أصل حديث الشفاعة فى الصحيحين وغيرهما أهـ.
1 / 28