أجيرا؟! أجيرا؟!
هل سمعها الأستاذ رضوان؟ إنه لم يسمعها بكل تأكيد، لقد دخل الحجرة بعد دقائق من نطق سعيد بها.
لكن كل شيء في وجهه، مع ذلك، كان ينطق بأنه قد عرف أنه أجير!
حواء لا تقهر
التقيت بها في القطار، ذاهبة لزيارة أختها في دمنهور ...
إنني أعرفها مذ كنا في الجامعة.
أعرف غطرستها وكبرياءها، وأعرف أنها كانت أجمل وجه بين الطالبات، وأن أحد الطلبة أحبها ثلاث سنوات، وكان الحب من طرف واحد، فلما ضاق بما يحمل كتب لها خطابا، كان حارا إلى حد بعيد، فأحست بسخونته (مس فاني) مراقبة الطالبات، ففضت غلافه، وبدلا من تسليمه إليها سلمته إلى إدارة الكلية، وكانت النتيجة أن منح الطالب إجازة لمدة عام كامل، يلطف فيها أوار قلبه، ويرطب أعصابه الدافئة!
وسار بنا القطار فترة قبل أن نتكلم، وكانت لاهية، تتصفح مجلة سرعان ما سئمتها، فألقتها بجوارها، وعندئذ التقت عيوننا فابتسمت!
وقلت لها: إن لم تخني الذاكرة فأنت هي فينوس؟!
وأجابت دهشة: من فينوس؟! - أنت بلا شك، إنه ليس اسمك فعلا، لكنه الاسم الذي أطلقناه عليك. ألا تذكرين «فلانا» ورسالته التي أسماك فيها «فينوس التي تسير على الأرض»؟!
صفحة غير معروفة