ولو أجاب القمر وقص رؤياه لنقل هذا الحوار: - خلاص يا عم حسان، أنا انتقمت لك. - من مين؟! - من سيد. - كيف؟! - دفنت خنجره في الغيط اللي انقتل فيه ناظر الزراعة، والخفراء لقوه وثبتت التهمة عليه ... الناظر مقتول بخنجر زي خنجره بالضبط! - إيه اللي عرفك؟
ويصمت مصطفى في اضطراب، ويتمنى أنه لم يقل ما قال، ولكنه يتمالك نفسه حين يسمع صوت حسان معاتبا: لكن، مش حرام يا مصطفى؟! - مش حرام أبدا، الخاين مالوش عهد، ودمه ماهوش دين.
ويضعف عتاب حسان، وتهدأ ثورة ضميره، ويذكر ما فعل سيد بأعز ما يملك، تلك الجمرة التي أحالها إلى رماد لا يدفئ بدن شاب.
ويصمت حسان مرة أخرى في ساحة القضاء!
وتنتقل عينا سيد خلال القضبان الحديدية في وجوه الحاضرين، وتلتقي عيناه بعيني حسان، فيغمض حسان عينيه، وتلتقيان بعيني مصطفى، ويطيل كلاهما التحديق، ويرى سيد شيئا، وتلفظ شفتاه: مصطفى!
ولكنه يمسك مذعورا على صوت القاضي: مصطفى؟ من مصطفى؟ هل بينك وبينه عداء؟
ويهمس خفير إلى جاره في آخر القاعة: أتذكر يا عبد العال ليلة وجدنا الخنجر؟! إن مصطفى كان فعلا آتيا من الحقل، ماذا كان يفعل هناك؟!
ويتحرك الخفير الساذج على مقعده متململا متحفزا للكلام.
ويعيد القاضي سؤاله: من مصطفى هذا؟! ولماذا يضع لك الخنجر؟! هل بينك وبينه عداء؟!
ويصمت سيد متخاذلا، وقد استقرت عيناه عند جبين ولي نعمته المتغضن في حنان وعطف.
صفحة غير معروفة